إصدار علمي جديد يوثّق أنماط الاستيطان في عُمان قبيل بزوغ الإسلام

مسقط في 25 أغسطس /العُمانية/أصدرت وزارة التراث والسياحة كتابًا علميًّا جديدًا بعنوان: «في فجر التاريخ: العصر الجاهلي المتأخر في جنوب شرق شبه الجزيرة العربية»، ضمن سلسلة «التراث الأثري العُماني» بالتعاون مع دار النشر العالمية «الآركيوبرس – أكسفورد». ويُعد هذا الإصدار إضافة قيّمة للمكتبة الأثرية في سلطنة عُمان، حيث يسلط الضوء على مرحلة محورية في تاريخها قبيل ظهور الإسلام.

الكتاب الذي ألّفه العالمان بول يول وفاوستو ماورو يتناول ما يُعرف بـ «حقبة سمد» المرتبطة بالعصر الحديدي المتأخر، وهي فترة امتدت لقرون عدّة قبل الإسلام، وتتميز بأهميتها في فهم التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي شهدتها المنطقة رغم محدودية الدراسات السابقة حولها.

ويستند المؤلفان إلى نتائج بحوث ميدانية وتنقيبات أثرية في عدد من المواقع العُمانية، مقدّمين تحليلات علمية حول أنماط الاستيطان، وتقاليد الدفن، وصناعة الفخار، إضافة إلى التبادلات الثقافية في تلك الحقبة. وقال البروفيسور بول يول، أحد أبرز المتخصصين في آثار الجزيرة العربية: «هذا العمل يسد فجوة زمنية تقارب خمسة قرون في الدراسات الأثرية بعُمان، إذ ركّزت الأبحاث السابقة على العصر البرونزي والفترات اللاحقة، بينما بقيت هذه المرحلة الانتقالية شبه غائبة رغم أهميتها في رسم ملامح الاقتصاد العربي القديم وشبكات التبادل الإقليمي».

من جهته أوضح الباحث فاوستو ماورو، المتخصص في التحليل الجغرافي المكاني، أن الهدف من الكتاب يتجاوز الجانب الأكاديمي ليطرح دعوة لإعادة تقييم التراث الأثري في المنطقة، مضيفًا: «إن قدرة المجتمعات القديمة على التكيف آنذاك تقدم دروسًا معرفية يمكن الاستفادة منها في الحاضر».

ويتميّز الإصدار بلغة علمية واضحة مدعّمة بالخرائط والوسائط التوضيحية الحديثة، وقد نُشر بالتوازي في كلٍّ من سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، ليشكّل مرجعًا مهمًّا للباحثين والمتخصصين في الآثار والتاريخ والأنثروبولوجيا، إضافة إلى القراء المهتمين بتاريخ المنطقة العريق.

زر الذهاب إلى الأعلى