“آفاق الغربة”.. قراءة نقدية عربية في مجموعة ماركيز “اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة”

الجزائر في 25 أغسطس /العُمانية/صدر عن دار ومضة للنشر والتوزيع كتاب جديد بعنوان «آفاق الغربة» للكاتبة والناقدة زينة صراح، يتناول بالدراسة والتحليل مجموعة «اثنتا عشرة قصة قصيرة مهاجرة» للروائي الكولومبي العالمي غابرييل غارسيا ماركيز. ويقدّم هذا الإصدار قراءة نقدية معمّقة تستكشف مفاتيح التأويل والدلالات الكامنة في النصوص، مركّزًا على حضور الغربة في صياغة هوية ماركيز السردية.
يسلّط الكتاب الضوء على البُعد المكاني في هذه القصص التي جرت أحداثها بين إيطاليا وبرشلونة وفرنسا، والتي وصفها ماركيز بأنها «مهاجرة» لكونها وُلدت خارج وطنه، وانتقلت رسائلها بين القرّاء عبر العالم منذ سبعينيات القرن الماضي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أوضحت المؤلفة أنها اعتمدت في قراءتها على التأويل الداخلي والسياقي، وتحليل الشخصيات بوصفها مركز الخطاب السردي، مع الاستعانة بأدوات التأويل المعرفي وتقنيات الاستعارة المفهومية والأنطولوجية لاستخلاص المعاني الكامنة.
وترى الكاتبة أن ماركيز، أحد أبرز رموز الواقعية السحرية وأدباء أمريكا اللاتينية، يقدّم في هذه المجموعة نصوصًا تتقاطع فيها الأزمنة وتتداخل العجائبية بوصفها أداة فنية تبعث على الدهشة والتأمل، وهو ما جعل تحليلها يشكّل تحدّيًا نقديًّا، لا سيما في قصص مثل «القديسة»، و*«رعب آب»، و«أثر دمك على الثلج»*.
وتشير زينة صراح إلى أن جوهر هذه القصص يتمحور حول إثبات الهوية، وهي فكرة مركزية في الأدب ما بعد الكولونيالي، إذ يعكس ماركيز من خلالها أثر التجربة الاستعمارية وما خلّفته من تشظيات ثقافية واجتماعية، محاولًا إعادة سردية الإنسان في دول الجنوب.
ويُعد كتاب «آفاق الغربة» من أوائل القراءات النقدية العربية المتخصصة في هذه المجموعة القصصية لماركيز، ليسهم في إثراء المشهد النقدي العربي برؤية تقارب النص من الداخل وتعيد اكتشاف عمق التجربة الأدبية لأحد أعظم كتّاب القرن العشرين.





