عُمان تؤكد في القمّة العربية الإسلامية الطارئة دعمها الثابت للتضامن ورفض انتهاك سيادة الدول

الدوحة في 14 سبتمبر /العُمانية/ تُشارك سلطنة عُمان غدًا في القمّة العربية الإسلامية الطارئة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة، لبحث الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف قيادات رفيعة في حركة حماس داخل الأراضي القطرية.

وتأتي هذه المشاركة تأكيدًا على النهج العُماني الثابت في دعم التضامن العربي والإسلامي، ورفض أي انتهاك لسيادة الدول، وترسيخًا لقناعة السلطنة بأن الأمن الخليجي والعربي وحدة متكاملة، وأن أي مساس به يشكّل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة.

ويعكس الاتصال الهاتفي الذي تلقّاه حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم –حفظه الله ورعاه– من معالي أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، المكانة المحورية لسلطنة عُمان، ودورها الداعم لكل جهدٍ دوليٍ يرمي إلى إحلال السلام وتعزيز الاستقرار، ويؤكد على دورها كشريك فاعل في التعاون الدولي لمعالجة القضايا الإقليمية والدولية.

وتبرز مشاركة سلطنة عُمان في القمّة عمق روابط الأخوّة مع دولة قطر الشقيقة، ونهجها الثابت في الوقوف إلى جانب الأشقاء في الأزمات، ودعم الجهود الجماعية لحماية الأمن القومي العربي والإسلامي، وصون مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مع التشديد على أن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لمعالجة التوترات وتحقيق السلام العادل والدائم.

وأكد سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن عقد القمة في هذا التوقيت يعكس الحاجة الملحّة لتوحيد الصف العربي والإسلامي في ظل التصعيد العسكري والسياسي غير المسبوق، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تخللها من استهداف لدولة قطر، تمثل تهديدًا مباشرًا للسلم الإقليمي والدولي.

وشدد سعادته على موقف سلطنة عُمان الراسخ، بقيادة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظّم، الداعي إلى احترام سيادة الدول وحل النزاعات بالطرق السلمية، ورفض أي اعتداء عسكري أو سياسي أو إعلامي يستهدف دولة شقيقة، معتبرًا أن ما جرى ضد قطر هو استهداف لكل الخليج ولكل من يؤمن بالسلام العادل.

كما أشار إلى الدور الحيوي لكلّ من دولة قطر وجمهورية مصر العربية في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار وتخفيف معاناة المدنيين في غزة، مؤكدًا أن هذه المساعي الإنسانية والسياسية تحظى بتقدير المجتمع الدولي رغم محاولات الاحتلال تقويضها عبر حملات عدوانية وتشويه النوايا.

وأضاف سعادته أن سلطنة عُمان تؤمن بأن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يكون ممكنًا إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات على الشعب الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، رافضًا ازدواجية المعايير الدولية التي تغض الطرف عن إرهاب الدولة المنظم بينما تُحمّل الضحية وحدها المسؤولية.

وأكد أن السلطنة، عبر وزارة الخارجية، مستمرة في تنسيق جهودها مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد حلول عادلة ودائمة تضمن استقرار المنطقة، وترى في القمة الحالية فرصة لبناء موقف عربي وإسلامي موحّد يدعم الوساطة، ويدين الاعتداءات، ويعيد الاعتبار للعدالة الدولية.

واختتم سعادة السفير تصريحه بالتأكيد على أن العالم العربي اليوم أحوج ما يكون إلى التماسك وإصلاح منظومة العمل العربي المشترك، وتغليب المصلحة العليا للأمة على أي اعتبارات أخرى، وإلا فإن الساحة قد تُترك لقوى التطرف والفوضى والهيمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى