بالصور والفيديو : الشيخ المنذري ومقولته الشهيرة :كيف لي انام في بيتي قرير العين وابن السلطان برغش يقتله الإنجليز

زنجبار – الواحة
تقرير / زاهر المحروقي
تصوير / سيف المحروقي

في قلب المدينة الحجرية بزنجبار، يقف بيتٌ ومسجدٌ عتيقان، لا بوصفهما شاهدين على عمارةٍ قديمة فحسب، بل كحاضنين لذاكرة رجلٍ من رجالات العلم والعدل: الشيخ القاضي محمد بن سليمان المنذري. بين جدرانهما تنبعث سيرة عالمٍ عُمانيٍّ بارز من أعلام القرن التاسع عشر، عُرف بالحكمة والجرأة، وترك أثرًا راسخًا في تاريخ زنجبار الاجتماعي والسياسي.

خلّد الشيخ المنذري اسمه في وجدان الجزيرة حين اتخذ موقفًا بطوليًا عام 1896، في واحدةٍ من أدقّ لحظات تاريخها، فوقف في وجه الاحتلال البريطاني وأسهم في حماية السلطان خالد بن برغش عندما لجأ إلى القنصلية الألمانية هربًا من العدوان الإنجليزي الذي دمّر قصر بيت الحكم وسوّى أجزاءً واسعة منه بالأرض. كان ذلك الموقف تجسيدًا لصوت الحق في زمنٍ عصيب، وشهادةً على دور العلماء في الذود عن السيادة والكرامة.

لم يكن الشيخ المنذري قاضيًا فحسب، بل ركنًا أصيلًا من أركان المجتمع الزنجباري؛ مجتمعٍ احتضن عبر تاريخه العلماء والتجار والدعاة القادمين من عُمان وغيرها، فنسجوا معًا نسيجًا حضاريًا متماسكًا قوامه العلم والعدل والتعايش.

في التقرير التالي، تواصل الواحة رصد الاستطلاع عن الوجود العماني في زنجبار وفي هذا التقرير يصحبنا الزميلان زاهر بن حارث المحروقي وسيف بن سعود المحروقي في زيارةٍ إلى بيت ومسجد وقبر الشيخ المنذري، لاستحضار سيرة رجلٍ ظلّ اسمه حاضرًا في ذاكرة المكان، وشاهدًا على عمق الروابط العُمانية–الزنجبارية عبر التاريخ

زر الذهاب إلى الأعلى