قضايا ورؤى عالمية: من أسطول الصمود إلى جدل الذكاء الاصطناعي

عواصم في 6 أكتوبر /العُمانية/تابعت وكالة الأنباء العُمانية في السادس من أكتوبر عددًا من المقالات المنشورة في صحف ومنصّات عالمية، تناولت قضايا إنسانية وفكرية وتقنية، من بينها رحلة “أسطول الصمود العالمي” لكسر الحصار على غزة، والتأثير المتصاعد للذكاء الاصطناعي على فعل القراءة، إضافة إلى الجدل الدائر حول جوهر هذه التقنية وحدودها الأخلاقية.
أولًا: أسطول الصمود العالمي — ضمير إنساني في مواجهة الحصار
نشرت صحيفة ديلي صباح التركية مقالًا للكاتب محمد راكيب أوجلو، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة ماردين أرتوكلو، تناول فيه “أسطول الصمود العالمي” بوصفه حركة مقاومة مدنية رمزية وقانونية تتجاوز إطار الإغاثة إلى مواجهة الدعم الدولي غير المحدود لإسرائيل.
وأوضح الكاتب أن الأسطول، الذي يضم أكثر من خمسين سفينة مدنية من نشطاء ينتمون إلى 44 دولة، يمثل تحركًا شعبيًا عابرًا للحكومات، شارك فيه برلمانيون وأطباء وناشطون وفنانون من خلفيات فكرية ودينية متنوّعة، تحركوا طوعًا وبلا سلاح، وهم يستحضرون هجوم أسطول “مرمرة” عام 2010.
وأشار إلى أن إسرائيل صعّدت قبل انطلاق الرحلة باستهداف بعض سفن الأسطول في ميناء تونسي، كما وضعت خططًا عسكرية لاعتراضه في المياه الدولية، واصفًا ذلك بـ”القرصنة الحكومية”. وفي مطلع أكتوبر، اعترضت القوات الإسرائيلية السفن واستولت عليها، إلا أن الكاتب يرى أن الرسالة الرمزية والقانونية للأسطول حققت اختراقًا لأسوار الصمت الدولي.
وبيّن أن النجاح تجلّى على ثلاثة مستويات: رمزي بكسر حالة اللامبالاة عبر تغطية إعلامية لا مركزية، وقانوني بتعرية التناقض بين “المرور البريء” للنشطاء والخرق الإسرائيلي للقانون الدولي، ومادي باختراق بعض السفن للمياه الإقليمية لغزة لأول مرة منذ سنوات. ويخلص الكاتب إلى أن النضال المدني ضد الاحتلال يتوسع ولا ينطفئ.
ثانيًا: القراءة بين الإنسان والآلة — تحذيرات من فقدان العمق
وفي مقال نشرته شبكة الكونفرسيشن، ناقشت الباحثة في اللغويات نُومي بارون الأثر المتسارع للذكاء الاصطناعي على عادات القراءة، معتبرة أن الأدوات الرقمية التي تقدّم ملخصات وتحليلات فورية تحوّل القراءة من نشاط إنساني إلى مهمة مفوّضة للآلة.
وترى أن هذا التحول يُضعف مهارات التحليل والتأمل والارتباط العاطفي بالنصوص، مستشهدة بتراجع نسبة طلاب الصف الثامن في الولايات المتحدة الذين يقرؤون بدافع المتعة من 35% عام 1984 إلى 14% عام 2023.
وتحذّر الكاتبة من “التفريغ المعرفي” الذي يصاحب الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن المتعة الجمالية والنمو العاطفي الذي تمنحه القراءة لا يمكن استبداله بخدمة آلية.
ثالثًا: الأخلاقيات في مواجهة التكنولوجيا — تفكيك وهم “رفيق الذكاء الاصطناعي”
من جهته، تناول البروفيسور بيتر كيرشلاغر، مدير معهد الأخلاقيات الاجتماعية بجامعة لوسيرن السويسرية، في مقال نشرته منصة بروجيكت سنديكيت، المخاطر الكامنة في تصوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ككيانات قادرة على الصداقة أو الوكالة الإنسانية.
وانتقد وصف هذه الأنظمة بأنها “ذكية” أو “واعية”، موضحًا أنها في حقيقتها منصات لمعالجة البيانات بلا وعي أو إدراك أخلاقي. واقترح تسميتها بـ”الأنظمة المعتمدة على البيانات” باعتبارها أدوات للتنبؤ لا للفهم.
وأكد أن هذه البرامج تفتقر إلى الفاعلية الأخلاقية والقدرة على إدراك القيمة الإنسانية، مستشهدًا بتصور سيارة ذاتية القيادة قد تُعرّض حياة شخص للخطر لتحقيق هدف برمجي.
كما نبّه إلى مخاطر “الوهم الاجتماعي” الذي تروّج له شركات التقنية عبر استبدال العلاقات الإنسانية بتفاعلات خوارزمية، محذرًا من التحيّزات الناتجة عن “الصندوق الأسود” في هذه الأنظمة.
ويختتم بالقول إن التعامل الأخلاقي مع التقنية يتطلب وعيًا بحقيقتها كأدوات قوية لكنها بلا ضمير، ولا يجوز السماح لها بأن تحل محل التفكير أو التواصل الإنساني الحقيقي.





