مراجعات مع كيروش

بقلـــم د. إسحاق بن أحمد البلوشي
تابعت كغيري من المهتمين والباحثين في الشأن الرياضي، اللقاء التلفزيوني مع مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم السيد كيروش، والذي كان مخصصًا لمناقشة إخفاق المنتخب الوطني في التأهل للمونديال، وكذلك الاستعداد للاستحقاقات القادمة، واللافت للانتباه خلال هذا اللقاء ما تتطرق إليه كيروش من انتقاد للأداء الاداري في الاتحاد الرياضي، والذي يراه المقال قابلًا للتعميم على أقرانه من الاتحادات الرياضية الأخرى، أحاول في هذه الأسطر أن أحلل شيئًا منها، وأن أقترب من بعضها أكثر، وبالتحديد فيما يتعلق بالإدارة المؤسسية بعيدًا عن مناقشة الجوانب الفنية الأخرى، التي هي من اختصاص كيروش وأصحابه، والتي أراها أُشبعت نقاشًا من المتخصصين فيها، وكذلك من الجهلة والمتطفلين عليها.د. إسحاق بن أحمد البلوشي
بداية قال المدرب بأن من أهم أسباب خروج المنتخب من التصفيات المؤهلة للمونديال وتبدد الحلم الجماهيري، هو أن المنافسين قد أعدوا ما استطاعوا من قوة، وأعدوا ما استطاعوا من خطط قريبة المدى واستراتيجيات بعيدة المنتهى، تصل بعضها الى ثلاثين عاما أو تزيد للتأهل للمونديال الكبير، بينما الكرة العمانية كانت ولا زالت في نوم عميق وفي سبات سحيق، ثم زاد واسترسل في وصفه وقال: أن الدوري العماني هو أكبر جرم ساهم في فشل وتطوير الكرة العمانية والمنتخبات بشكل عام، وأنها بيئة غير محفزة لشيء إلا للنوم.
وما أن انتهى كيروش من إلقاء اللوم على الأسباب وأصحابها، وعلى المسببات وصاحباتها داخل الإطار المؤسسي والادارة، انتقل في اللوم والانتقاد على العدالة التنظيمية، التي في نظره كانت أيضا أحد أهم الأسباب في الخروج من التصفيات، ثم تفاءل قليلًا وانتقد الصحفيين والإعلام الرياضي العماني بعدم تناول ذلك وقال: (لم أسمع منكم أحدًا يدافع أو يقاتل من أجل حماية المنتخب) ونظر يمنةً ويسرةً وأردف قائلًا: أنا الوحيد من دافع عن المنتخب فيما يخص ذلك، ثم تطرق إلى الفجوة الكبيرة بين الأندية والاتحاد في تنظيم شؤون اللاعبين، وختم كل هذه الإشكالات بقوله: إن عقلية وفكر الإداريين والمدراء والأجهزة الفنية للمنتخبات لا زالت متحجرة وغير متطورة، وقال: بأنه عند وصوله للسلطنة حذروه وبلغوه بأن اللاعب العماني يحب النوم في الصباح ولا يحب أن يتدرب إلا لفترة واحدة في المساء.
عندما نستعرض ما تطرق إليه مدرب المنتخب الوطني في الحوار، والأسباب التي أدت الى التراجع المخيف للكرة العمانية بشكل خاص، وعدم استطاعته التأهل إلى كأس العالم رغم المحاولات منذ عقود، نجد أن كل الإشكالات متعلقة بالمسائل الإدارية وبفلسفة اللوائح والإجراءات المنظمة لها، وبكفاءة الإداريين والفكر الذي يتبنونه في تسيير دفة العمل داخل الاتحادات الرياضية.
والجدير بالذكر هنا أنه عندما نجد المدراء أو المتخصصين في الجوانب الفنية أمثال كيروش، يتلمسون الإشكالات الإدارية والتنظيمية والخلل الواضح بين مكونات المنظومة الرياضية، والتي بدت تأثيراتها واضحة على مستويات الأداء المؤسسي وتحقيق الأهداف، فلنعلم جميعًا بأن الإشكال كبير والخلل خطير، وكلاهما من أوضح الواضحات ومن أكبر التجليات، وعلى هذه المؤسسات أن تتلمس الجرح أيضا، وأن تضع عليه أصابعا قوية شديدة، ولو كان الألم موجعًا في ساعته، لكنه سيكون بلا شك بدايةً لخطوات العلاج وإصلاح الخلل، وأن يُؤخذ كلام كيروش محمل الجد، لأنه عايش الإشكال ورأى بأم عينه ما يجري، وتحدث عنه جهرةً وبصوت مسموع، ولا أظنه في ذلك كاذبًا أو مهرجًا، بل أظنه صادقًا ومنصفًا، لأنه يريد شيئًا من الإنجاز والفخر كحال جميع المدربين، وإن ظهر مدافعا عن فشله في التأهل للمونديال.
وليس كيروش وحده من رأى وسمع وعايش وتحدث عن أسباب الفشل وعن مسببات الاشكال، فهي مسألة قديمةٌ جديدة، وتحدث عنها الصغير والكبير، لكن الجميل في طرح كيروش أنه استخدم مصطلحاتٍ مستفزة، ثم جاء بعباراتٍ مستهزأة، ثم صرح بانتقاداتٍ واتهاماتٍ ساقطة، وتحدث عن الإداريين والمسؤولين والاعلاميين وكل من له صله بالكرة العمانية، لم يستطع أحد من الأولين أو الآخرين أن يصرح بها أو بطريقته، ولعله بهذا الاستفزاز والاستهزاء يحرك الضمائر ويبدل الأساليب، فليس شيئًا أشد على الانسان المسؤول وعلى القائد المكلف بأن يوصف بالنائم، وليس شيئا أشد اتهاما على الإدارات من اتهامها بأنها ضد التغيير وأنها ضد مواكبة التطور الذي تفوه به كيروش على إدارة الاتحاد، والذي قال بملىء فيه أنتم من تريدون هذا الفشل وأنتم من سعيتم وراءه، ولو أنكم أردتم غير ذلك لاستطعتم وسعيتم في التغيير وبادرتم في التطوير، لا أعتقد أن هناك ما هو أسوء من هذا الوصف والتعدي.
لكن في المقابل لماذا لم يقبل النقاد والمحللون والاعلاميون وكذلك بعض المسؤولين في المجتمع الرياضي أقوال كيروش؟ ووجهوا إليه الاتهامات وأنه من أهم أسباب خروج المنتخب من التصفيات؟ لماذا يريد الوسط الرياضي في السلطنة تطورًا دون استراتيجية تتطور، ولماذا يريدون إنجازًا دون خطة إنجاز، ولماذا يريدون أبطالًا دون فكر الأبطال؟ ولماذا يعقدون المقارنات مع المنافسين في سياق انجازاتهم ونتائجهم فقط؟ ولكن يتناسون أو يتجاهلون في الوقت ذاته ما قام به أولئك المنافسون من استراتيجيات وخطط وفكر ودفع كبير للأوقات والأثمان؟ أليس في ذلك ظلمًا على مقومات الإنجاز؟ أليس في ذلك اجحافًا في حق مبادئ تحقيق النتائج والبطولات؟ أليس في ذلك فضحًا للأفكار، وجهلًا بالغًا في فهم ماهية صناعة الأبطال؟
هل أدرك الوسط الرياضي في السلطنة يومَا بأن الإنجازات والبطولات وتحقيق النتائج ليست وليدة الاجتهادات، وليست نتاج قرارات اللحظة الأخيرة التي بها تعيش رياضتنا؟ هل أدركنا يوما أن صناعة الأبطال إنما هي دراسات وأبحاث، وعلم واجتهاد، ونظرة شاملة لمتغيرات العلوم وأدوات المنافسين؟ وهل أدركنا أنه يجب أن تكتمل أجزاء ومكونات الصورة قبل السعي في طلبها؟ ولا أعتقد أن شيئا يوصل إلى ذلك إلا ترسيخ أسس الإدارة الصحيحة والعوامل والمتغيرات المؤثرة على الأداء المؤسسي، التي بها ومنها تتكامل حلقات الإنجاز، وتكتمل صورة البطل. وإذا سلمنا بذلك وسلمنا بما أثبته ودلل عليه كيروش حينما قال (إن إنجازات الرياضة تبدأ صناعتها خارج الملعب)، لماذا يريد البعض من السماء أن تمطر ذهبًا، ويريد الآخر من الأرض الجرداء أن تنبت زرعا؟
وفي الوجه الآخر من أسباب عدم التأهل للمونديال، لماذا يخشى المسؤولون النقد ولماذا يخشون من طرح الأسئلة حول أدائهم؟ وإذا كانوا لا يخشون ذلك لماذا لا يتعاطون معه؟ وهل يستقيم أمر شيء بدون النقد وطرح الأسئلة والاستفهامات حوله؟ أليس من حق الجمهور والمهتمين في الشأن الرياضي أن توضح استفزازات كيروش؟ أليس من حقهم أن تفسر لهم انتقاداته؟ أليس من الضروري أن يبين لهم معنى علاقة النوم بالإنجاز الرياضي؟ لماذا لم تناقش على طاولة المسؤولين عن القرار، ويبحث في صحة ما قال كيروش من عدمه لتصحيح المسار؟ لماذا يربط الكثيرون تحقيق الإنجاز بحلقة المدرب وحدها ويتركون ما سواها؟ لماذا تنتهي الحوارات واللقاءات بانتهاء وقتها؟ ولماذا تنتهي معاني الأسئلة عند حد الإجابات؟
وأنا اذ أتابع الحوار وأطرح في الوقت ذاته جميع هذه الأسئلة، فما هي إلا لحظات وانتقلت لوجدان الوطن ولامست شعور المخلصين الأوفياء، فهمس أحدهم في أذني قائلًا أنا أكفيهم عناء الأجوبة، وأبشرهم بأن عندي من الجواب أحسنه، ومن الحل أيسره، ومن الوعود أصدقها وأحلاها، لا يأتي بمثلها كرش ولا كيروش، ولا يدركها حمد ولا حميدوش. فقال: إذا أردتم إصلاح الرياضة أصلحوا استراتيجيتها، وإذا أرتم إصلاح المنتخبات أصلحوا اتحاداتها، وإذا أرتم إصلاح الاتحادات أصلحوا الأندية وجمعياتها العمومية، وإذا أردتم إصلاح ذلك كله أصلحوا اللوائح وطوروا الأنظمة وابدءوا في خطة الخصخصة، وأشركوا المدارس والجامعات والكليات، ثم اجعلوا من الاعلام والقنوات شريكا، ومن القطاعات الأهلية والخاصة مشاركا وداعما. ثم قال: إن صدقتموني لكم مني وعدًا بالإنجاز والتأهل لن تخلفوه، ولن تنام الرياضة بعد ذلك أبدًا كما وصفها صاحبنا، ولن نستمتع بالفشل كما اتهمنا ضيفنا، ولن تكون مباريات الدوري أقراصًا منومة كما قال الذي قال!!
وفي الأخير سيكون لنا بعد كأس العرب مراجعات وأسئلة وحوارات.
وما أن انتهى كيروش من إلقاء اللوم على الأسباب وأصحابها، وعلى المسببات وصاحباتها داخل الإطار المؤسسي والادارة، انتقل في اللوم والانتقاد على العدالة التنظيمية، التي في نظره كانت أيضا أحد أهم الأسباب في الخروج من التصفيات، ثم تفاءل قليلًا وانتقد الصحفيين والإعلام الرياضي العماني بعدم تناول ذلك وقال: (لم أسمع منكم أحدًا يدافع أو يقاتل من أجل حماية المنتخب) ونظر يمنةً ويسرةً وأردف قائلًا: أنا الوحيد من دافع عن المنتخب فيما يخص ذلك، ثم تطرق إلى الفجوة الكبيرة بين الأندية والاتحاد في تنظيم شؤون اللاعبين، وختم كل هذه الإشكالات بقوله: إن عقلية وفكر الإداريين والمدراء والأجهزة الفنية للمنتخبات لا زالت متحجرة وغير متطورة، وقال: بأنه عند وصوله للسلطنة حذروه وبلغوه بأن اللاعب العماني يحب النوم في الصباح ولا يحب أن يتدرب إلا لفترة واحدة في المساء.
عندما نستعرض ما تطرق إليه مدرب المنتخب الوطني في الحوار، والأسباب التي أدت الى التراجع المخيف للكرة العمانية بشكل خاص، وعدم استطاعته التأهل إلى كأس العالم رغم المحاولات منذ عقود، نجد أن كل الإشكالات متعلقة بالمسائل الإدارية وبفلسفة اللوائح والإجراءات المنظمة لها، وبكفاءة الإداريين والفكر الذي يتبنونه في تسيير دفة العمل داخل الاتحادات الرياضية.
والجدير بالذكر هنا أنه عندما نجد المدراء أو المتخصصين في الجوانب الفنية أمثال كيروش، يتلمسون الإشكالات الإدارية والتنظيمية والخلل الواضح بين مكونات المنظومة الرياضية، والتي بدت تأثيراتها واضحة على مستويات الأداء المؤسسي وتحقيق الأهداف، فلنعلم جميعًا بأن الإشكال كبير والخلل خطير، وكلاهما من أوضح الواضحات ومن أكبر التجليات، وعلى هذه المؤسسات أن تتلمس الجرح أيضا، وأن تضع عليه أصابعا قوية شديدة، ولو كان الألم موجعًا في ساعته، لكنه سيكون بلا شك بدايةً لخطوات العلاج وإصلاح الخلل، وأن يُؤخذ كلام كيروش محمل الجد، لأنه عايش الإشكال ورأى بأم عينه ما يجري، وتحدث عنه جهرةً وبصوت مسموع، ولا أظنه في ذلك كاذبًا أو مهرجًا، بل أظنه صادقًا ومنصفًا، لأنه يريد شيئًا من الإنجاز والفخر كحال جميع المدربين، وإن ظهر مدافعا عن فشله في التأهل للمونديال.
وليس كيروش وحده من رأى وسمع وعايش وتحدث عن أسباب الفشل وعن مسببات الاشكال، فهي مسألة قديمةٌ جديدة، وتحدث عنها الصغير والكبير، لكن الجميل في طرح كيروش أنه استخدم مصطلحاتٍ مستفزة، ثم جاء بعباراتٍ مستهزأة، ثم صرح بانتقاداتٍ واتهاماتٍ ساقطة، وتحدث عن الإداريين والمسؤولين والاعلاميين وكل من له صله بالكرة العمانية، لم يستطع أحد من الأولين أو الآخرين أن يصرح بها أو بطريقته، ولعله بهذا الاستفزاز والاستهزاء يحرك الضمائر ويبدل الأساليب، فليس شيئًا أشد على الانسان المسؤول وعلى القائد المكلف بأن يوصف بالنائم، وليس شيئا أشد اتهاما على الإدارات من اتهامها بأنها ضد التغيير وأنها ضد مواكبة التطور الذي تفوه به كيروش على إدارة الاتحاد، والذي قال بملىء فيه أنتم من تريدون هذا الفشل وأنتم من سعيتم وراءه، ولو أنكم أردتم غير ذلك لاستطعتم وسعيتم في التغيير وبادرتم في التطوير، لا أعتقد أن هناك ما هو أسوء من هذا الوصف والتعدي.
لكن في المقابل لماذا لم يقبل النقاد والمحللون والاعلاميون وكذلك بعض المسؤولين في المجتمع الرياضي أقوال كيروش؟ ووجهوا إليه الاتهامات وأنه من أهم أسباب خروج المنتخب من التصفيات؟ لماذا يريد الوسط الرياضي في السلطنة تطورًا دون استراتيجية تتطور، ولماذا يريدون إنجازًا دون خطة إنجاز، ولماذا يريدون أبطالًا دون فكر الأبطال؟ ولماذا يعقدون المقارنات مع المنافسين في سياق انجازاتهم ونتائجهم فقط؟ ولكن يتناسون أو يتجاهلون في الوقت ذاته ما قام به أولئك المنافسون من استراتيجيات وخطط وفكر ودفع كبير للأوقات والأثمان؟ أليس في ذلك ظلمًا على مقومات الإنجاز؟ أليس في ذلك اجحافًا في حق مبادئ تحقيق النتائج والبطولات؟ أليس في ذلك فضحًا للأفكار، وجهلًا بالغًا في فهم ماهية صناعة الأبطال؟
هل أدرك الوسط الرياضي في السلطنة يومَا بأن الإنجازات والبطولات وتحقيق النتائج ليست وليدة الاجتهادات، وليست نتاج قرارات اللحظة الأخيرة التي بها تعيش رياضتنا؟ هل أدركنا يوما أن صناعة الأبطال إنما هي دراسات وأبحاث، وعلم واجتهاد، ونظرة شاملة لمتغيرات العلوم وأدوات المنافسين؟ وهل أدركنا أنه يجب أن تكتمل أجزاء ومكونات الصورة قبل السعي في طلبها؟ ولا أعتقد أن شيئا يوصل إلى ذلك إلا ترسيخ أسس الإدارة الصحيحة والعوامل والمتغيرات المؤثرة على الأداء المؤسسي، التي بها ومنها تتكامل حلقات الإنجاز، وتكتمل صورة البطل. وإذا سلمنا بذلك وسلمنا بما أثبته ودلل عليه كيروش حينما قال (إن إنجازات الرياضة تبدأ صناعتها خارج الملعب)، لماذا يريد البعض من السماء أن تمطر ذهبًا، ويريد الآخر من الأرض الجرداء أن تنبت زرعا؟
وفي الوجه الآخر من أسباب عدم التأهل للمونديال، لماذا يخشى المسؤولون النقد ولماذا يخشون من طرح الأسئلة حول أدائهم؟ وإذا كانوا لا يخشون ذلك لماذا لا يتعاطون معه؟ وهل يستقيم أمر شيء بدون النقد وطرح الأسئلة والاستفهامات حوله؟ أليس من حق الجمهور والمهتمين في الشأن الرياضي أن توضح استفزازات كيروش؟ أليس من حقهم أن تفسر لهم انتقاداته؟ أليس من الضروري أن يبين لهم معنى علاقة النوم بالإنجاز الرياضي؟ لماذا لم تناقش على طاولة المسؤولين عن القرار، ويبحث في صحة ما قال كيروش من عدمه لتصحيح المسار؟ لماذا يربط الكثيرون تحقيق الإنجاز بحلقة المدرب وحدها ويتركون ما سواها؟ لماذا تنتهي الحوارات واللقاءات بانتهاء وقتها؟ ولماذا تنتهي معاني الأسئلة عند حد الإجابات؟
وأنا اذ أتابع الحوار وأطرح في الوقت ذاته جميع هذه الأسئلة، فما هي إلا لحظات وانتقلت لوجدان الوطن ولامست شعور المخلصين الأوفياء، فهمس أحدهم في أذني قائلًا أنا أكفيهم عناء الأجوبة، وأبشرهم بأن عندي من الجواب أحسنه، ومن الحل أيسره، ومن الوعود أصدقها وأحلاها، لا يأتي بمثلها كرش ولا كيروش، ولا يدركها حمد ولا حميدوش. فقال: إذا أردتم إصلاح الرياضة أصلحوا استراتيجيتها، وإذا أرتم إصلاح المنتخبات أصلحوا اتحاداتها، وإذا أرتم إصلاح الاتحادات أصلحوا الأندية وجمعياتها العمومية، وإذا أردتم إصلاح ذلك كله أصلحوا اللوائح وطوروا الأنظمة وابدءوا في خطة الخصخصة، وأشركوا المدارس والجامعات والكليات، ثم اجعلوا من الاعلام والقنوات شريكا، ومن القطاعات الأهلية والخاصة مشاركا وداعما. ثم قال: إن صدقتموني لكم مني وعدًا بالإنجاز والتأهل لن تخلفوه، ولن تنام الرياضة بعد ذلك أبدًا كما وصفها صاحبنا، ولن نستمتع بالفشل كما اتهمنا ضيفنا، ولن تكون مباريات الدوري أقراصًا منومة كما قال الذي قال!!
وفي الأخير سيكون لنا بعد كأس العرب مراجعات وأسئلة وحوارات.





