سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة تحتفي باليوم العالمي للغة العربية في متحف الحضارة

القاهرة في 22 ديسمبر 2025 /العُمانية/ نظّمت سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في المتحف القومي للحضارة المصرية، بالتعاون مع المتحف وجمعية أصدقاء متحف الحضارة.
وأقيم الاحتفال تحت رعاية سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، حيث جاء اختيار متحف الحضارة موقعًا للاحتفال بهدف توسيع نطاق المشاركة وتعزيز الأثر الثقافي والمعرفي للمناسبة، بما يسهم في نشر الوعي بأهمية اللغة العربية ودورها الحضاري، ويعزز التواصل مع مختلف فئات المجتمع، خاصة الأكاديمية والشبابية.

وشهدت الفعالية حضور عدد من المسؤولين والشخصيات الثقافية، وأصحاب السعادة السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين، ومشاركة مميزة من طلبة الجامعات، في تأكيد على الطابع التفاعلي والتوعوي للاحتفال.
وأكد سعادة السفير عبد الله بن ناصر الرحبي حرص سلطنة عُمان على إحياء اليوم العالمي للغة العربية بما يليق بمكانتها التاريخية والحضارية، وبما يعكس اعتزازها بإسهامها في الحضارة العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن عُمان هي موطن الخليل بن أحمد الفراهيدي، أحد أبرز أعلام العربية ومؤسسي علم العَروض.

وأوضح سعادته أن اللغة العربية تتجاوز كونها وسيلة للتواصل، لتكون حاملة لقيم إنسانية سامية، ووعاءً للذاكرة الثقافية، وعلامة راسخة للهوية والانتماء، في مواجهة محاولات طمس الخصوصية الثقافية. وأضاف أن العربية في الوجدان العُماني تراث حيّ متجدد، توارثته الأجيال، وامتد أثره الجغرافي إلى مناطق عدة، ولا تزال بصماته اللغوية حاضرة في شرق أفريقيا حتى اليوم.
وبيّن أن اللغة تمثل أساس بناء الحضارات وحفظ التاريخ وصون الهوية، مؤكدًا أن الاحتفاء بهذه المناسبة في متحف الحضارة يجسد مركزية دور اللغة في صياغة المستقبل، ويعكس الاعتراف بإسهامات العربية في تشييد الحضارة الإنسانية، ودورها المستمر في استعادة مسار النهضة.
من جانبه، أكد الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، أن استضافة المتحف لهذا الاحتفال، الذي جاء تحت شعار «إرث يتجدد بخط يتألق»، تعكس إيمان المتحف العميق بأهمية اللغة العربية كأحد أبرز روافد الهوية والثقافة الإنسانية.
وأوضح أن مقتنيات المتحف تزخر بالنقوش والكتابات والخطوط العربية التي وثّقت مسيرة الحضارة المصرية عبر العصور، لا سيما في العصر الإسلامي، مجسدةً دور اللغة العربية كأداة للتعبير الحضاري، وحافظة للمعرفة والهوية، وجسر يربط بين الماضي والحاضر.

وتضمّن الاحتفال محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام لمجمع اللغة العربية، تناول فيها أهمية اليوم العالمي للغة العربية، مؤكدًا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يمثل تذكيرًا دائمًا بمسؤولية الناطقين بالعربية تجاه لغتهم، ودورها المحوري في ميادين العلم والمعرفة عبر التاريخ، مشيرًا إلى أن العربية، رغم عراقتها، ما تزال لغة حيّة وفاعلة.
كما ألقى الأستاذ الدكتور سعيد توفيق، رئيس المجلس الأعلى للثقافة الأسبق وأستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، محاضرة تناولت دور اللغة العربية في تشكيل الهوية وصونها، محذرًا من مظاهر إضعاف اللغة عبر تسطيح التعليم، وانتشار لغة وسائل التواصل الاجتماعي، والإفراط في استخدام اللغات الأجنبية في الحياة اليومية، مؤكدًا أن الحفاظ على اللغة هو حفاظ على الوعي والوجود الحضاري.
وتخلل الاحتفال فقرات شعرية قدّمها عدد من الشعراء احتفاءً بجماليات اللغة العربية، إلى جانب عروض لفن الخط العربي شارك فيها عدد من الخطاطين العرب، عكست ثراء هذا الفن وأبعاده الجمالية والروحية.
وفي ختام الفعالية، كرّمت سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة عددًا من المشتغلين باللغة العربية تقديرًا لإسهاماتهم في خدمتها ونشرها، كما افتُتح معرض للخط العربي، شاركت فيه السفارة بلوحات فنية ومراسلات تاريخية بين سلاطين عُمان ورؤساء الدول، كُتبت بالخط العربي، تجسيدًا لقيمته الحضارية والتاريخية والجمالية.





