نبني برلمان …!

بقلم / إسحاق بن سالم بن حمود السيابي

نعلم بأن لدينا مجلس للشورى، له إختصاصات حددها المُشًرِع لمجلس يراد منه تقديم الرأي والمشورة في الأمور المدنية المتعلقة بالتنمية.و دراسات يمكن ان يقدمها المجلس لتعديل مواد وقوانين سارية،أو مشروعات لقوانين مستقبلية،وذلك من خلال قنوات حُدِدَت له ولا يجوز له ان يتجاوزها !.

ونعلم بأنه لا يوجد لدينا حتى الآن مجلس تشريعي ورقابي بصلاحيات كاملة او كما يسمى(برلمان)لديه كامل حق التشريع والرقابة ومنح الثقة وحجبها.

ويعتقد البعض-لأسباب مختلفة-بأن لدينا مجلس شورى يعادل في إختصاصاته البرلمان بمفهومة الواسع،وإن هذا البرلمان لم يقم بدوره على اكمل وجه،وان هناك قصور ظاهر من قبل اعضاء ذلك البرلمان،وان الحكومة لا تستجيب لنداءات ذلك البرلمان.متناسين بأن على ارض الواقع لدينا(مجلس للشورى فقط)له إختصاصات حددت له !.

ونتيجة لذلك الإعتقاد يهمس بعضهم بضرورة عدم إعطاء الإنتخابات القادمة اهمية كبيرة.وإن التسجيل في السجل الإنتخابي لا داعي له.وان عدم المشاركة في الترشح والترشيح اسلم للعقل والبدن.بالرغم من الجهود التي يبذلها الكثير من الأعضاء السابقين والنخبة من الناخبين والمترشحين،وجهود كبيرة تبذلها الجهات المعنية لتوعية المجتمع بأهمية ذلك.

لا يغيب عن اغلبنا بأن البرلمانات بمفهومها الواسع والمتعارف عليه والتي يشار إليها الآن بالبنان على مستوى العالم،لم تنل صلاحياتها كاملة على مرحلة واحدة،وإنما سعى افراد المجتمع من اجل ان يحصل برلمانهم على الصلاحيات بطرق مختلفة،وعلى مراحل تتناسب مع الوعيً المجتمعي لمفهوم البرلمان و واجباته وحقوقه وكيفية إستخدام صلاحيات البرلمان لتحقيق مصالح الأوطان.

ويبدأ ذلك في حرص افراد المجتمع على التسجيل في سجل الناخبين،ثم إستخدام الذكاء و الخبرة للدفع بأفضل الكفاءات لنيل أمانة عضوية ذلك البرلمان،ممن تتوفر لديهم عناصر الخبرة السياسية والعلم والثقافة والحكمة وقوة الطرح والإقناع،والولاء والوفاء للوطن بعيدآ عن مصالحهم الشخصية !.

مؤكدين بذلك العمل رغبتهم وحرصهم الشديد على المشاركة في رسم السياسة الداخلية،ولضمان إستغلال مواردهم البشرية والمالية وكافة الثروات الطبيعية لضمان الحياة الكريمة للجميع،بكل عدالة ومساواة،ولتحقيق الإزدهار والرخاء والأمن والإستقرار الإجتماعي.وايضآ لتأكيد إحساسهم بالمسؤولية الكبرى بأن يكون برلمانهم او مجلسهم تشريعي ورقابي ويحدد المسار والبوصلة لمستقبل اوطانهم واجيالهم القادمة.ومستقبل ثرواتهم الطبيعية !.

والحال هكذا ونحن مقبلين على إنتخابات جديدة لعضوية مجلس الشورى-والذي نتمنى ان تستمر عجلة تطويره حتى يمنح صلاحيات برلمانية متكاملة كما يتمناها الجميع-تحقيقآ لمصلحة الوطن وأبنائه تحت القيادة السامية لجلالة السلطان المعظم حفظه الله.

لا زلنا في مرحلة بناء البرلمان،وسيكتمل ذلك البناء بإذن الله ثم بالإرادة السامية لجلالة السلطان المعظم حفظه الله.وعلينا كمجتمع مضاعفة الجهد لدعم مسيرة مجلس الشورى،لتستمر من نجاح إلى نجاح اكبر،نحقق به آمالنا وتطلعاتنا كمجتمع يؤمن بمبدأ الشورى،ويعمل به طاعة لله ورسوله ولولي الأمر.

بسم الله الرحمن الرحيم(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)صدق الله العظيم.سورة الشورى-آية 38

مع خالص التقدير والإحترام والمحبة لكافة اصحاب السعادة اعضاء المجلس الكرام.علينا جميعآ في إنتخابات الفترة القادمة ان نحرص على الدفع بأفضل الكفاءات المترشحة لعضوية مجلس الشورى.ليتمكن اولئك الأعضاء بخبرتهم وعلمهم وذكائهم وبعد نظرهم من إستخدام كامل صلاحيات مجلس الشورى الحالية بثبات وبتنسيق مستمر فيما بينهم،يضمن لهم تحقيق نتائج تلامس إحتياجات المجتمع.وتمكنهم من تقديم دراسات ثرية ومتكاملة ومؤثرة،تنقل صورة واضحة عن المشاركة المجتمعية،وعن نضج الناخب وحسن إختياره للأعضاء بعيدآ عن المصالح الفردية،كما يؤكد بها اعضاء المجلس كفائتهم وإستعدادهم لتحمل مسؤوليات وإختصاصات اكبر تُسَرع بها عجلة ومسيرة المجلس ليصبح مستقبلآ برلمان بصلاحيات تشريعية ورقابية كاملة،تساعد الأجهزة المعنية على المزيد من التنمية والرخاء والإزدهار بكل معانيها الجميلة.

يقول بشار بن برد/

إذَا بَلَغَ الرَّأيَ المَشُورةَ فاسْتَعِنْ/بِرَأي لَبِيبٍ أو نَصِيحَة حَازِمٍ

ولا تَجْعَلْ الشُورى عَلَيكَ غَضَاضَةً/فإنَّ الخَوَافِي قُوَّةٌ للقَوَادِمِ.

زر الذهاب إلى الأعلى