عبدالله الشعيلي .. العظماء لا يموتون

حمود بن علي الطوقي

الجمعة الحزين عاشه الوسط الإعلامي العماني بانتشار خبر وفاة الزميل والإعلامي الأستاذ عبدالله بن سعيد الشعيلي رحمه الله الذي انتقل إلى جوار ربه نتيجة حادث أليم وقع له وهو في طريقة لتأدية صلاة الجمعة. هذة هو أخر جمعة له في هذه الدنيا الفانية بعد مسيرة حافلة عاشها في أروقة وزارة الإعلام متقلدا مناصب عديدة ومساهما في رفد هذا القطاع من خلال برامجه المتميزة وتغطياته لأبرز الأحداث المحلية والخليجية والدولية ومشاركته في الإثراء النقاشات والحوارات الإعلامية على مدار العقود الثلاثة الماضية .

كان الخبر الذي وصلنا وتناولته وسائل الإعلام والمنتديات وشبكات التواصل صادما خاصة بين رفاقه وأصدقاءه وأسرته الكريمة .

نعم رحل عنا الصديق عبدالله الشعيلي تاركا سمعة طيبة وإرث إعلامي حافل بالتميز والعطاء وعلاقات واسعة على المستوى الإعلامي المحلي والخليجي والعربي.

فقد نعاه أصدقاه وزملاءه وكل من يعرفه ومن لم يعرفه متذكرين برامجه وطلته البهية مشيدين بمناقبه وأخلاقه الفاضلة التي كانت رصيدا حقيقيا في حياته المهنية ومحبة الناس له .

شخصيا تربطني بالراحل الصديق الوفي عبدالله الشعيلي علاقات صداقة ومهنية قوية امتدت لأكثر من عشرين سنة فقد زاملته وتعلمت منه الكثير عندما عملنا معا لأكثر من عشر سنوات في إعداد البرنامج الاقتصادي الأكثر شهرة والأكبر عمرا في برامج التلفزيون العماني البرنامح الأكثر متابعة في الأوساط الاقتصادية آلا وهو برنامج” رؤية اقتصادية ” ومن خلال هذا البرنامج المتميز ربطتني به علاقة صداقة حقيقية، فقد كنت معدا لهذا البرنامج ويقدمه باقتدار وبمهنية عالية حيث تم على مدار. السنوات الماضية مناقشة العديد من القضايا الاقتصادية المهمة وذلك باستضافة الشخصيات الرسمية والاقتصادية المحلية والخليجية حيث نال هذا البرنامج الاطول عمرا جوائز اعلامية واشادة كبيرة من قبل المسؤولين وصناع القرار . تبنى برنامج ” رؤية اقتصادية قضايا مهمة في الساحة الاقتصادية المحلية وكان مؤثرا في طرحه ومتابعا من قبل المسؤولين بمختلف مناصبهم وتميز الراحل عبدالله الشعيلي في اسلوبه وطريقة ادارته الحوار مع ضيوفه متسلحا بمفردات لغوية عميقة في المعنى والمضمون ساعدته في ان يكون قريبا من المشاهد والمتلقي . وعلى مدار هذه السنوات رافقته في اعداد محاور هذا البرنامج وكان مشاركا معي في طرح الافكار من خلال متابعته للقرارات والمراسيم المنظمة للمنظومة الاقتصادية .

كنا نلتقي في العديد من المحافل اثناء مشاركتنا في تغطية القمم الخليجية والعربية فقد كان حضوره مميزا وطلته بهية وحديثه العذب بين زملاءه اكسبه مكانه مرموقة .

كان مشجعا للكوادر الاعلامية. وداعما للجيل الاعلامي الجديد وكان محبا وقريبا من كافة زملاءه اينما حل وارتحل . كنا معا وبصحبة عدد من الزملاء في مقابلة السلطان الراحل الطيب الذكر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – طيب الله ثراه – هذه اللقاءات وغيرها قرّبت بيننا المسافات . فكان لقاءاتنا متواصلة ، وعندما صدر قرار بنقله ليكون مديرا عاما للاعلام بمحافظة ظفار ترك بصمة كبيرة حتى اصبحت التغطيات الاعلامية في محافظة ظفار يشار اليها بالبنان فقد عمل بكل اخلاص في رفد المناشط الاعلامية بمحافظة ظفار وتصدرت البرامج الاعلامية مكانتها اثناء تواجده بمحافظة ظفار .

نعم هذا هو عبـــــدالله الشعيلي الاعلامي الوقور والمخلص في اداء مهامه باقتدار وبرحيله تفقد الاوساط الاعلامية احد ابرز الكوادر الوطنية المحلية سائلين الله العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان فالى جنات الخلد يا ابا الرشيد . انا لله وانا اليه راجعون

طوقي

زر الذهاب إلى الأعلى