عندما تنعدم المهنية الإعلامية…

كتب/ سعيد بن مسعود المعشني
بات من الملاحظ أن بعض الحسابات الإخبارية التابعة لمؤسسات إعلامية عمانية مرخّصة تنشر أخبارًا مثيرة لمجرد تداولها عبر حسابات مشبوهة في الفضاء الإعلامي. وهذا يدل على وجود خللٍ على مستويين: الأول مهنيّ، حيث تقتضي المهنية الإعلامية التأكد من صحة الخبر، نفيًا أو تأكيدًا، من أكثر من مصدر — سواء كان رسميًا أو خاصًا — تطمئن إليه الوسيلة الإعلامية الناشرة قبل النشر. أما الثاني، فهو فشل رسمي في نفي الخبر أو توضيح ملابساته قبل أن ينتشر على نطاق واسع ويُعتمد من قبل بعض هواة الاصطياد في المياه العكرة — وهم كُثر هذه الأيام — على أنه عين الحقيقة.
ما دعاني إلى هذه المقدمة، التي لا تضيف جديدًا، هو الخبر المتعلق بمفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الهند وعُمان، والتي دخلت حاليًا مراحلها المتقدمة، كما يؤكد الجميع. يبدو أن هناك من يسعى للتشويش على هذه الاتفاقية، والتي من الطبيعي أن تتضمن بنودًا وشروطًا تخدم وتحمي مصالح الطرفين.
ولئلا أخوض في التكهّنات، فإنني مع تسريع توقيع هذه الاتفاقية عاجلًا لا آجلًا، فهي مصلحة عُمانية في الأساس، قبل أن تكون هندية. ذلك لأسباب واضحة، أولها أن الاتفاقية تفتح سوقًا هنديًا ضخمًا تحيط به الحماية، على عكس السوق العماني المفتوح. يُضاف إلى ذلك القرب الجغرافي، الذي يُسهم في تقليل كُلف الشحن والنقل، مما يصب في مصلحة المستهلك في كلا البلدين الصديقين.
ستبقى جمهورية الهند، سواء أُبرمت الاتفاقية اليوم أو تأخر توقيعها، شريكًا تجاريًا مهمًا لعُمان، ينبغي الحرص على تطوير العلاقات معها وتعزيزها إلى أقصى مدى ممكن. وأي رأيٍ يخالف ذلك لا يُعبّر إلا عن جهلٍ صاحبه بالمصلحة العامة، سواء في ذلك من تعمّد الإساءة أو تعوّد أن يُجاري الغوغاء في أي مذهب سلكوا.





