الهجمة الصليبية بين الغدير ومحرم

بقلم: د. حسن الموسوي
توطئة:
كما نعرف، كان ذلك الهجوم في منتصف الليل يوم الجمعة، وكان يصادف يوم عيد غدير خم. كان يوم الجمعة المشهود عند المسلمين، وغدير خم الذي يحتفل فيه المسلمون الشيعة. كان، حسب رأيي، التوقيت غير صحيح، لأن هذا اليوم له الكثير والكثير من القداسة الدينية والإكبار، والاعتداء يلهب النفوس عند الشيعة. كما هو مشهور القول – رب ضارة نافعة – نافعة لجند المسلمين، وضارة للأعداء. وسآتي الآن بالتفاصيل أكثر.
من غدير خم إلى محرم
في يوم الجمعة (قبل ١٢ يوماً) وقع العدوان على الجمهورية الإسلامية كما أسلفت، وحدث ما حدث من فشل مخططات العدو وأكله أكبر ضربة لم يذق مثلها من قبل.
ففي هذا اليوم الأغر عند العدوان، تكون معنويات الشيعة في أوجهها، لذا كان الإيلام الشديد السديد غير متوقع للعدو ولا لأصحابه. ثم إن الأعداء يعرفون أن ٤٠٠ مليون من الشيعة على أبواب الدخول في شهر محرم الحرام، والعشرة الأولى من الأيام تكون فيها المشاعر على أشدها، وعاشوراء تكون فيها كل المعنويات في مداها المطلق. لذا، في اعتقادي، هم سارعوا إلى وقف إطلاق النار ليتجنبوا الموت والخراب قبل حلول هذه الأيام.
خديعة وقف إطلاق
عندما ينزف العدو وتكون كفة الهزيمة راجحة أمامه، يسارع دوماً إلى الفور في اتخاذ القرار هو ومن وراءه، وليس نحن. وهذه له استراحة محارب يلملم أشتاته وقواه. وهذا ما يحدث دوماً. على سبيل المثال: في لبنان، كان وقف إطلاق النار، وحدث بعد ذلك ما نراه من قتل القادة واستباحة الدماء والأرض، والخروقات وصلت إلى الآلاف. وأظن أن الجمهورية الإسلامية ستقع في نفس الشباك، وتكون الأيام شاهدة على ذلك.
الكذب والخديعة
الخديعة الأولى: المباحثات الكاذبة
كانت المفاوضات، والهدف منها كان إلقاء الحجة على الطرف الآخر، والادعاء كذباً وزوراً بأن الجمهورية الإسلامية لا تريد السلام وتعرقل المساعي الدبلوماسية.
الخديعة الثانية: الإعلان المباغت للحرب
في خضم المباحثات، وقبل يوم من اللقاء الأخير الذي كان مفروضاً أن يكون في يوم الأحد، بدأ الهجوم الكبير والمدبّر للانقلاب. لكن صحوة القادة وتلاحم الشعب مع القائد والجيش أسقط المشروع العدواني.
الخديعة الثالثة: وقف إطلاق النار
كما أسلفت، فإن لعبتهم هذه مكشوفة لكل لبيب، وغير ذلك عند أهل العطف والرحمة.
الظروف الموضوعية والذاتية
الظروف الموضوعية:
تهيأت أكثرها في صالحنا لتحرير فلسطين، وهذه بعضها:
- انهيار عسكري شبه كامل في صفوف الأعداء
- انهيار المعنويات في جيش العدو والمستوطنين
- هروب الآلاف من المستوطنين، حتى إن حيفا وحدها بقي فيها فقط ٢٠٠٠ مستوطن من مجموع ٧٠٠٠٠
- غضب عالمي ضد الأعداء، وفرح شديد بضربات الصواريخ التي كانت تدكّ الكيان بالمئات
الظروف الذاتية:
- تقدم عسكري منقطع النظير في صالحنا
- تلاحم معظم فئات الشعب مع الزعيم والجيش
- ارتفاع منسوب المعنويات في صفوفنا
- تأييد وتعاطف الرأي العام الإقليمي والعالمي تجاه الجمهورية الإسلامية
هذا سرد سريع جداً على الأحداث الجارية في المنطقة…
د. حسن الموسوي
٢٧ ذو الحجة ١٤٤٦
٢٣ يونيو ٢٠٢٥





