مركز ثقافة الطفل يعزز حضوره في مجال المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال

مسقط – 11 أغسطس / العُمانية / يواصل مركز ثقافة الطفل، التابع للمديرية العامة للمعرفة والتنمية الثقافية في وزارة الثقافة والرياضة والشباب، جهوده الرامية إلى تعزيز حضور المشروعات الرقمية الموجهة للأطفال. وتركز هذه الجهود على تنمية الوعي الرقمي وترسيخ مفاهيم الإبداع والتعلم التفاعلي لدى النشء، في إطار رؤية تسعى لمواءمة البرامج الثقافية والتعليمية مع متطلبات العصر، وفتح آفاق جديدة أمام الأطفال لاكتساب مهارات المستقبل، وتمكينهم من التفاعل الإيجابي مع التكنولوجيا عبر محتوى رقمي مبتكر يجمع بين المتعة والمعرفة.

بلغ عدد المستفيدين من الفعاليات والأنشطة التي نظمها المركز خلال عام 2024 نحو 35,603 مستفيدين، فيما ارتفع هذا العدد إلى 39,383 مستفيدًا خلال الفترة من يناير إلى يوليو 2025.

وأكدت سلوى بنت سيف الراشدية، مديرة مركز ثقافة الطفل، أن الهدف من هذه المشروعات لا يقتصر على العرض البصري أو الترفيه التقني، بل يتعداه إلى بناء علاقة معرفية مستدامة بين الطفل وهويته الثقافية، من خلال تقديم التراث الثقافي العُماني بصورة حية وتفاعلية.

وأوضحت الراشدية أن المركز يواصل إطلاق حزمة من المشروعات الرقمية التفاعلية التي تمزج بين الأصالة والابتكار، مستخدمة تقنيات مثل الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات الألعاب الإلكترونية، والتي تُعد وسائل فعالة لربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية بطريقة معاصرة وجذابة.

وأضافت أن هذه المشروعات تتماشى مع رؤية “عُمان 2040” والاستراتيجية الثقافية، لا سيما فيما يتعلق بالمجتمع الإبداعي، والهوية الوطنية، والتحول الرقمي، والتعليم القائم على الابتكار. ويهدف المركز من خلالها إلى أن يكون منصة معرفية ثقافية تمكن الأطفال من أن يكونوا فاعلين ومؤثرين في بناء مستقبل وطنهم.

وأشارت إلى استخدام هذه المشروعات ضمن فعاليات ومناشط تقام داخل السلطنة وخارجها، تعزز الهوية الثقافية العُمانية.

وتجمع المشروعات بين الترفيه والفائدة لتعريف الناشئة بجذورهم التاريخية والثقافية، ومن أبرزها لعبتا “العنبر” و”الصياد”، اللتان تسهمان في الحفاظ على التراث العُماني وتعريف الأطفال بالألعاب التقليدية بطريقة مبتكرة، كما تنمي مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات، وتعتمد على تقنية محرك (Unreal Engine).

كما يشمل نشاط المركز مشروع “النخلة والممارسات المرتبطة بها.. قصة تفاعلية لعملية قطف التمور (الخراف)”، الذي يعمل بتقنية الواقع الافتراضي، ويهدف لتعريف الأطفال بأهمية النخلة ودورها الحيوي في المجتمع العُماني، والتي تم إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، إلى جانب تعزيز الوعي بالتراث الزراعي.

ومن المشاريع الأخرى مشروع “تجربة سباق الهجن التفاعلية” باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، حيث تتيح هذه التجربة للمستخدمين محاكاة سباق الهجن في بيئة آمنة، وتعزز الوعي بالتراث الرياضي المرتبط بهذه العادة الاجتماعية.

أما مشروع “مركز ثقافة الطفل الذكي”، فيجمع بين تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، والتحكم عن بعد، وهو مجسم صديق للبيئة يعكس فكرة الابتكار والتنوع الناجح، ويهدف إلى دعم التوجه الوطني نحو التحول الرقمي عبر الاستثمار في الطفولة كمحور لبناء مستقبل معرفي وتقني.

وقد استندت هذه المشروعات في تصميمها إلى مصادر موثوقة مثل الشبكة المعلوماتية، وكتب وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومنها “الألعاب والرياضات التقليدية العُمانية” و”مشروع جمع التاريخ المروي النخلة في الموروث الثقافي العُماني”، بالإضافة إلى خبرات فريق الاتحاد العُماني لسباقات الهجن.

يذكر أن المركز نفذ سابقًا مشروعات عدة منها “عرض مخطوطة عُمانية قديمة” للطبيب العُماني راشد بن عميرة، ومشروع “الفنون الشعبية”، كما يستعد لإطلاق المزيد من المشروعات الرقمية خلال العام الجاري.

زر الذهاب إلى الأعلى