إنجاز طبي رائد: نجاح أول علاج بالخلايا التائية في سلطنة عُمان

مسقط – 18 أغسطس /العُمانية/ سجّلت سلطنة عُمان إنجازًا طبيًا جديدًا بعد نجاح المدينة الطبية الجامعية ممثلةً بالمركز الوطني لعلاج أمراض الدم وزراعة النخاع في تنفيذ أول علاج بالخلايا التائية ذات مستقبلات المستضدات الخيمرية (CAR-T) بكوادر وطنية، وبالتعاون مع شركاء دوليين.
ويُعد هذا النجاح محطة فارقة تضع السلطنة ضمن المراكز الإقليمية الرائدة في العلاجات الدقيقة والمتقدمة لمرضى سرطان الدم. ويقوم العلاج على جمع الخلايا التائية من المريض وإدخال تعديلات وراثية عليها قبل إعادة حقنها لاستهداف الخلايا السرطانية بدقة عالية. وقد أثبتت هذه التقنية فعالية كبيرة في حالات اللوكيميا الليمفاوية الحادة (B-ALL) و الورم اللمفاوي كبير الخلايا (DLBCL)، خاصة بين المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.

وأكد الدكتور إبراهيم بن محمد النبهاني، الأستاذ المساعد بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السُّلطان قابوس واستشاري أمراض الدم، أن هذا الإنجاز يعكس التطور السريع للقطاع الصحي في السلطنة، مشيرًا إلى أن العلاج كان في السابق متاحًا حصريًا في مراكز دولية محدودة، وأصبح اليوم ممكنًا في عُمان مما يمنح المرضى وأسرهم أملًا جديدًا في تلقي العلاج محليًا.
من جانبه أوضح الأستاذ الدكتور مرتضى بن خميس الخابوري، استشاري أول في أمراض الدم ورئيس قسم علم أمراض الدم بالمدينة الطبية الجامعية، أن نجاح تطبيق العلاج جاء بفضل تكامل جهود فريق الأورام اللمفاوية والنقوية وزراعة النخاع والعلاج الخلوي بالمركز الوطني لعلاج أمراض الدم وزراعة النخاع، بالتعاون مع دائرة العلاج بالخارج بوزارة الصحة، إلى جانب الشراكة مع معهد فورتيس ميموريال للأبحاث، في خطوة تهدف إلى توطين أحدث العلاجات وتأسيس مركز وطني للعلاجات المتقدمة.
أما الدكتور سلطان بن سالم الحارثي، مدير دائرة شؤون العلاج بالخارج بوزارة الصحة، فأشار إلى أن إدخال هذا العلاج ضمن خدمات المدينة الطبية الجامعية يُعد من أهم البرامج الرامية إلى توطين العلاجات الحديثة وتقليل الحاجة إلى ابتعاث المرضى للخارج، مع خفض التكاليف وتعزيز الاستثمار في تدريب الكوادر الوطنية، بما يضمن تقديم رعاية طبية بمعايير عالمية داخل السلطنة.





