متحف البريد بطهران يوثّق مسيرة الاتصال البشري عبر العصور

طهران في 18 أغسطس /العُمانية/ يُعدّ متحف البريد والاتصالات في العاصمة الإيرانية طهران أحد أبرز المعالم الثقافية التي تبرز تطور وسائل الاتصال عبر التاريخ، من خلال مقتنياته التي توثّق مراحل تطور خدمات البريد والتراسل ودورها الحيوي في ربط المجتمعات وتبادل الثقافات.

ويقع المتحف في مبنى تاريخي بُني في ثلاثينيات القرن الماضي وكان مقرًا لوزارة البريد والتلغراف الإيرانية آنذاك، ويضم أكثر من 3 آلاف قطعة نادرة موزعة على قاعات متعددة، تشمل أدوات البريد التقليدية، وأجهزة الاتصالات القديمة، إضافة إلى قاعة للطوابع البريدية الإيرانية والدولية.

وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أوضحت الباحثة الإيرانية في التراث الثقافي ريحانة موسوي أن المتحف يتميز بهندسته المعمارية التي تمزج بين الطرازين الأوروبي والإيراني، مشيرة إلى أنه خضع لأعمال ترميم دقيقة حافظت على أصالته، وتم تحويله إلى فضاء ثقافي وتفاعلي يتيح للزوار تجربة محاكاة إرسال الرسائل التقليدية والاطلاع على معلومات رقمية توثّق تاريخ البريد.

وأضافت موسوي أن قاعة الطوابع تضم آلاف الإصدارات من إيران ودول أخرى، موفّرة توثيقًا بصريًّا لمسارات التاريخ والثقافة، بما في ذلك طوابع توثّق أحداثًا تاريخية ورموزًا ثقافية وفنية بارزة.

كما يعرض المتحف نماذج متنوعة من أدوات البريد القديمة، تشمل الأختام الرسمية، وحقائب نقل الرسائل، والزي الرسمي لسعاة البريد، إلى جانب قاعات تفاعلية تعزز تجربة الزائر وتبرز دور التراسل في نقل الهوية الثقافية والحضارية للشعوب.

وأشارت موسوي إلى أن قاعة الطوابع الدولية تحتوي على مجموعات مختارة من مظاريف وطوابع نادرة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك سلطنة عُمان، إلى جانب مقتنيات أُرسلت من شخصيات بارزة إلى إيران عبر فترات زمنية مختلفة، مما يعكس أهمية البريد كوثيقة تاريخية تحمل دلالات اجتماعية وثقافية.

ويعدّ متحف البريد والاتصالات في طهران مركزًا معرفيًا يكرّس مفهوم التواصل الحضاري، ويبرز التحولات التاريخية التي شهدتها وسائل التراسل والاتصال، باعتبارها جزءًا أصيلًا من تطور المجتمعات الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى