الهوية العُمانية في الفن التشكيلي: مرآة تعكس البيئة والتاريخ

مسقط في 18 أغسطس /العُمانية/ يُعتبر الفن التشكيلي وسيلة رئيسية للتعبير عن الهوية العُمانية الغنية والمتنوعة، حيث اختارت الفنانة التشكيلية والمصوّرة الضوئية بشاير البلوشية هذا المجال لتسليط الضوء على تفاصيل البيئة العُمانية التي عاشها الأجداد، وإبراز التراث الثقافي والاجتماعي للسلطنة.

تركّز البلوشية في أعمالها على الهوية العُمانية كعنصر رئيسي، مستلهمة من القصص المتداولة بين كبار السن والحياة المعاصرة، لتعكس تجارب المجتمع العُماني للأجيال القادمة. وقد أسهمت زياراتها المتكررة للمتاحف والمواقع التراثية في إثراء أعمالها الفنية المستوحاة من الثقافة العُمانية القديمة.

وتعمل الفنانة من خلال أعمالها على توثيق التراث والعمارة العُمانية الحديثة وعصر النهضة في سلطنة عُمان، وقد شاركت في العديد من المعارض المحلية للفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، كما حازت على جوائز تقديرية على المستوى المحلي.

وترى البلوشية أن الفن التشكيلي وسيلة حيوية لتدوين الهوية العُمانية القديمة والحديثة، من خلال دمج قصص الماضي والحاضر في أعمالها مثل أعمالها (التمائم) و(بيت الطفولة)، ومعرضها الشخصي بعنوان (في بيتنا) الذي يعكس الحياة اليومية والأسرية في المجتمع العُماني.

وتوضح الفنانة أن البيئة العُمانية المتنوعة تشكّل مصدر إلهام كبير لأعمالها، حيث تستفيد من طبيعة السلطنة الجغرافية والمناخية المختلفة لتوليد أفكار وقصص فنية، مع دمج عناصر التراث والفلكلور والعمارة العُمانية. وتضيف: “أعمالي مستلهمة من القصص القديمة والحديثة، وأحب استخدام ألوان مستوحاة من البيئة الطبيعية للسلطنة.”

كما تسعى البلوشية إلى دمج الثقافة العُمانية بالثقافات العالمية، كما في عملها التركيبي (هويات متعددة) الذي يعكس حياة سكان السواحل العُمانية وحبهم لاكتشاف ثقافات العالم مع الحفاظ على هويتهم الثقافية المحلية.

وترى الفنانة أن الفن والتصميم متداخلان بشكل كبير، حيث تمكّنها مهاراتها في الرسم والتصوير والفيديو من ابتكار أعمال متكاملة، تشمل تصميم الخلفيات والملابس والإضاءة والإخراج، مستلهمة مدارس فنية عالمية مثل ريتشيوتو كانودو وجورج ميلييس ودافنشي.

وتؤكد البلوشية أهمية العمل الجماعي والتشاور مع الحرفيين والزملاء لتحقيق القطع الفنية التي تعرض للجمهور، مشددة على دور التصوير الفوتوغرافي في توثيق الحياة اليومية وتحفيز الخيال، كما في سلسلة أعمالها (تخلي) التي توثّق البيوت المهجورة وأغراضها.

واستعرضت البلوشية كذلك أعمالها المعمارية مثل سلسلة (في حضن السماء) التي بدأت منذ 2018، والتي تبرز العمارة العُمانية التقليدية والحديثة في إطار فني بصري متكامل.

وعن علاقة الفن بالذاكرة والهوية، أشارت البلوشية إلى تأثير القصص القديمة والموروث الثقافي على أعمالها، مؤكدة أن خيالها البصري يمزج الأحداث والذكريات مع الألوان والأضواء لتشكيل أعمال فنية معبرة وموثقة.

وأوضحت الفنانة أن الفن وسيلة لفهم الذات ومرآة للإنسانية، حيث يعكس قضايا المجتمع واحتياجاته، وأن الفنان دوره نقل المعاناة والقصص الإنسانية، لا سيما من خلال المدارس الحديثة والمفاهيمية، معربة عن أملها في تعزيز المزادات الفنية للمساعدات الإنسانية لإبراز العمل الفني والإنساني على حد سواء، وتعزيز التكافل الاجتماعي والثقافي.

زر الذهاب إلى الأعلى