الفن التشكيلي.. وسيلة للتعبير والتعافي النفسي

صنعاء في 25 أغسطس /العُمانية/تؤكد الدكتورة أشجان ناجي حزام، أخصائية العلاج بالفن التشكيلي وعضو الجمعية الأمريكية للعلاج بالفن، أن الفن قادر على أن يكون أداة علاجية فعّالة للتخفيف من الضغوط والصدمات النفسية، لا سيما لدى الأطفال والنازحين، حيث يمنحهم مساحة للتعبير والتفريغ بعيدًا عن اللغة المباشرة.

وتشير الدكتورة أشجان إلى أن اللوحة الفنية “تفتح الباب أمام المشاعر الدفينة التي يصعب التعبير عنها بالكلمات”، مستشهدة بأمثلة تاريخية مثل أعمال فان جوخ التي تحمل دلالات وجدانية عميقة ما زالت تُقرأ حتى اليوم. كما توضح أن عملية الرسم والتلوين تساعد في إعادة برمجة الدماغ، لتتيح للجسد أخذ زمام المبادرة وتحقيق توازن عاطفي ونفسي، مع الإشارة إلى أن الجلسات العلاجية تُبنى وفق خصوصية كل حالة، بدءًا من اختيار الألوان وصولًا إلى نوع الأدوات المستخدمة.

وحول الفرق بين العمل الفني الجمالي والعمل الفني العلاجي، تقول الدكتورة أشجان: “الفن العلاجي قد يبدو أحيانًا مجرد خطوط أو رموز عابرة، لكنه يعكس الصدق الداخلي للمريض، بينما الأعمال الفنية الاحترافية تبنى على رؤية واضحة وأهداف جمالية محددة”.

وتستعرض الدكتورة تجربتها في اليمن، موضحة أن الأطفال في مناطق النزاع غالبًا ما رسموا صورًا مرتبطة بالأسلحة والنيران، بينما ظهرت في رسومات الأطفال في المناطق الآمنة رموز للأسرة والمنزل، ما يعكس تأثير البيئة على التكوين النفسي للطفل. وترى أن الاعتراف بالعلاج بالفن التشكيلي في اليمن لا يزال محدودًا، إذ يُنظر إليه غالبًا كنشاط فني أكثر منه ممارسة علاجية.

وعن انتشار هذا التخصص في العالم العربي، تشير إلى أن مصر من أكثر الدول تقدمًا في المجال، مع تجارب متفاوتة في دول أخرى، مؤكدة أنها بصدد إطلاق برامج جديدة خلال الفترة القادمة في سلطنة عُمان ودول الخليج، تستهدف المراهقين والبالغين، إضافة إلى خطط علاجية للأطفال المصابين بالتوحد ومرضى الزهايمر والسرطان.

وتختتم الدكتورة حديثها بالقول: “العلاج بالفن التشكيلي ليس حكرًا على فئة معينة، بل هو مساحة إنسانية مفتوحة للجميع للتعبير والتعافي وإيجاد التوازن النفسي”.

زر الذهاب إلى الأعلى