الشاي.. رمز الضيافة والتواصل في المجتمع التركي

إسطنبول في 25 أغسطس /العُمانية/يُعدّ الشاي جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية في تركيا، حيث يعكس تقاليد الضيافة والتواصل الاجتماعي، ويُقدّم في اللقاءات العائلية والمناسبات المختلفة ليس كمشروب فحسب، بل كتعبير عن الكرم والصداقة.

وفي تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، قال المؤرخ التركي إسماعيل ياغجي إن الأتراك تعرّفوا على الشاي قبل نحو 140 عامًا، موضحًا أن زراعته بدأت في أواخر العهد العثماني خلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وتمتد من بورصة إلى حلب، ومن أيدين إلى أرضروم. وأضاف أن رفض شرب الشاي عند تقديمه يُعد أمرًا غير مستحب اجتماعيًا، مشيرًا إلى آداب متوارثة في تقديمه، مثل وضع الملعقة داخل الكأس للدلالة على الرغبة بالمزيد، وخارجه للإشارة إلى الاكتفاء.

ويتميّز تحضير الشاي التركي باستخدام إبريقين؛ حيث يُغلى الماء في الإبريق السفلي، فيما تُنقع أوراق الشاي في العلوي على البخار المتصاعد، ما يمنح الشاي نكهة مركّزة يمكن تخفيفها بالماء الساخن حسب الرغبة.

ويحظى الشاي بحضور مستمر في الحياة اليومية التركية، سواء في العمل أو الدراسة أو اللقاءات الاجتماعية، كما يُعتبر وسيلة للراحة وكسر الروتين اليومي، لا سيما بين النساء. ويقول المثل التركي: “محادثة دون شاي كسماء الليل دون قمر”، في إشارة إلى الأهمية الثقافية لهذا المشروب.

وتُعدّ منطقة ريزا على الساحل الشمالي الشرقي لتركيا المركز الرئيسي لزراعة الشاي، لما تتميز به من تربة خصبة ومناخ ملائم، حيث تنتج عشرات الأصناف التي تُصدَّر إلى أكثر من 100 دولة حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى