“خربة الذريح” جنوب الأردن.. نافذة على حياة الأنباط قبل الميلاد

عمّان في 8 سبتمبر /العُمانية/ تُعدّ “خربة الذريح” الواقعة جنوب الأردن من أبرز المواقع الأثرية التي تسلّط الضوء على جوانب الحياة الدينية والاقتصادية والاجتماعية في عهد الأنباط قبل الميلاد، وكانت تعد مركزًا مهمًا يتبع العاصمة النبطية “البترا”.

وتكشف الاكتشافات الأثرية في الخربة عن معالم معمارية بارزة، أبرزها معبد الإله “ذو الشرى” المبني على منصة حجرية مرتفعة، والذي تميز بواجهته المزخرفة ونقوشه الفلكية وصوره الأسطورية، ما يعكس تلاحم الثقافات النبطية والهلنستية والرومانية. كما تضم الخربة معابد أخرى ومذابح محفورة في الصخر يُرجّح أنها كانت تُستخدم في الطقوس الدينية.

ويظهر الطراز المعماري النبطي بوضوح في الحفر بالصخر، إلى جانب انتشار البيوت الحجرية والمعاصر والسدود والآبار التي كانت تُستخدم لتجميع المياه، ما يعكس ازدهار النشاط الزراعي إلى جانب التجارة. وتشير الدراسات إلى أن الموقع شكّل محطة مهمة للقوافل التي كانت تربط البترا بوادي عربة والبحر الميت.

كما توثق النقوش المكتشفة تطور اللغة النبطية، لتصبح مرجعًا علميًا مهمًا لدراسة البنية الاجتماعية والاقتصادية لتلك الحقبة.

ويؤكد الباحثون أن “خربة الذريح” تجسد النظام العمراني والديني للأنباط، وتعكس قدرتهم على التكيف مع الطبيعة واستثمار الموارد، لتظل شاهدًا حيًا على حضارة ازدهرت في قلب الصخر وما تزال تحكي قصتها حتى اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى