كتاب جديد يوثّق الهوية الثقافية والتراثية لقرية مسفاة العبريين

الحمراء في 8 سبتمبر / العُمانية / صدر حديثًا كتاب «مسفاة العبريين: الإنسان والزمان والمكان» للكاتب عبد الله بن زاهر العبري، ويعد أول عمل توثيقي يركز على قرية مسفاة العبريين، إحدى أبرز الوجهات السياحية في سلطنة عُمان، والتي نالت في عام 2021 شرف إدراجها ضمن قائمة “أجمل القرى السياحية في العالم” من قِبل منظمة السياحة العالمية.

ويأتي هذا الإصدار في إطار الجهود الرامية إلى حفظ ذاكرة المكان وتراثه الثقافي الغني، حيث تمثل القرية نموذجًا فريدًا لتجذر الإنسان في بيئته الجبلية. ويعتبر الكتاب امتدادًا لمشروع متحف مسفاة العبريين الذي افتتح عام 2018، ليكون منبرًا ثقافيًّا يعزز الوعي بقيمة التراث ويحفظ الموروث للأجيال القادمة، خاصة في ظل تزايد حضور القرية على الخارطة السياحية.

وأوضح المؤلف عبدالله العبري أن دافعه لتأليف الكتاب هو شعوره بالواجب تجاه إرث الأجداد، مؤكدًا أن الهدف لم يكن الطموح الأدبي بقدر ما هو توثيق التاريخ الشفهي والذاكرة المحلية قبل أن تتلاشى. وأضاف أن الكتاب يعتمد على مصادر دقيقة وشهادات من أهالي القرية، ليكون مرجعًا موثوقًا يعزز الفهم الحقيقي لتاريخ وتراث مسفاة العبريين، ويقدّم تجربة سياحية أصيلة من خلال التركيز على محاور أساسية تشمل: تفسير اسم القرية وأصوله اللغوية والتاريخية، الموقع الجغرافي وأهميته، عدد السكان، والنسيج الاجتماعي والاقتصادي والإنساني للقرية.

كما يستعرض الكتاب الطابع المعماري الفريد للبيئة الجبلية، ودور المرأة في الحياة اليومية بما في ذلك إسهاماتها في الزراعة والرعي والحرف وإدارة شؤون المنزل والمجتمع، إلى جانب تفاصيل عن المطبخ الجبلي وتطوره. ويتناول العمل أيضًا نظام العمل الوقفي وآليات توزيع الموارد، خاصة فيما يتعلق بتنظيم الفلج وتوزيع الحصص المائية وفق اتفاقات قديمة لا تزال سارية حتى اليوم، مما يعكس روح التكافل والتنظيم المجتمعي.

ويختتم الكتاب بتسليط الضوء على الانتقال إلى “المسفاة الجديدة” وأسباب هذا التحول، والمرحلة الجديدة التي دخلت فيها القرية كنواة للعمل السياحي والتراثي على مستوى سلطنة عُمان.

يُذكر أن هذا الإصدار هو الأول للكاتب عبد الله العبري، الذي يسعى من خلاله لتوثيق شغفه بحفظ التراث، مؤكدًا أن تاريخ القرى العمانية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الباحثين والأكاديميين وأبناء المجتمع المحلي.

زر الذهاب إلى الأعلى