خطة متكاملة لإعداد وتأهيل الكوادر الطبية العُمانية في أبرز الدول الرائدة طبيًا

مسقط في 17 سبتمبر /العُمانية/ يواصل المجلس العُماني للاختصاصات الطبية جهوده في تطوير التعليم الطبي التخصصي في سلطنة عُمان، ساعيًا إلى تعزيز مكانته كمؤسسة مرجعية في إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية من خلال تبني أساليب تدريب مبتكرة، وتوظيف تقنيات المحاكاة والابتكار الطبي بما يواكب أحدث المستجدات العلمية العالمية.

ويركّز المجلس على توفير بيئة أكاديمية متقدمة وفق أرفع المعايير الدولية، بما يسهم في الارتقاء بجودة الرعاية الصحية، إلى جانب توسيع مجالات التعاون مع أرقى الجامعات والمستشفيات العالمية عبر اتفاقيات وبرامج ابتعاث وتدريب مشترك، تتيح فرصًا للتبادل المعرفي والخبرات الطبية.

وأوضح الدكتور سيف بن عبدالله اليعربي، مساعد الرئيس التنفيذي للتعاون الدولي بالمجلس، في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أن برامج الابتعاث تُعد رافدًا استراتيجيًّا للقطاع الصحي في سلطنة عُمان، إذ تتيح للأطباء التدريب في كبرى المؤسسات الطبية العالمية، ما ينعكس إيجابًا على جودة الخدمات الصحية محليًّا من خلال نقل المعرفة وتطبيق أحدث الممارسات.

وبيّن أن عدد البعثات الطبية التخصصية بلغ منذ عام 2009 أكثر من (1054) بعثة في (32) تخصصًا طبيًّا، فيما وقّع المجلس حتى يوليو الماضي ما يزيد على (85) اتفاقية تعاون دولية مكّنت الأطباء العُمانيين من الالتحاق ببرامج الزمالة والاختصاص في الخارج. وأضاف أن (222) طبيبًا وطبيبة يواصلون حاليًا تدريباتهم في دول متقدمة طبيًا مثل كندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وأيرلندا، وأستراليا، وسنغافورة.

وأكد أن هذه الجهود تدعم التوسع في تشغيل وحدات طبية متقدمة داخل سلطنة عُمان، منها مراكز جراحة القلب، ووحدات الأورام، وزراعة الأعضاء، وعلاج الجلطات الدماغية، بما يضمن تعزيز خدمات الرعاية الصحية التخصصية في مختلف المحافظات، انسجامًا مع أهداف “رؤية عُمان 2040” في تحقيق العدالة بتوزيع الخدمات الصحية ورفع كفاءتها.

وأشار اليعربي إلى أن برامج الابتعاث تندرج ضمن مبادرة “مسار وطن” بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إضافة إلى مشاريع استراتيجية مثل رفد مركز السلطان قابوس المتكامل لعلاج وبحوث أمراض السرطان، ووحدات علاج الجلطات الدماغية في مسقط وصحار ونزوى وصلالة، فضلًا عن شراكات مع مؤسسات خيرية كـ “الجسر للأعمال الخيرية”.
ولفت إلى أن الأطباء المبتعثين أسهموا في تمثيل سلطنة عُمان في المحافل الطبية العالمية من خلال مشاركاتهم البحثية وحضورهم في المؤتمرات الدولية، حيث حقق بعضهم مراكز متقدمة، ونالوا جوائز علمية مرموقة باعتبارهم من أفضل المتدربين في الجامعات والمؤسسات الطبية التي التحقوا بها.
ويعمل المجلس على دعم هذه الكفاءات الوطنية عبر مبادرات متنوعة، منها نشر إنجازاتهم ومشاركاتهم العلمية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، تأكيدًا لدوره في إبراز نجاحاتهم وتشجيعهم على مزيد من العطاء لخدمة المنظومة الصحية في سلطنة عُمان.





