جامع حجرة الورود بقلعة السفالة.. إرث ديني وتاريخي ومنارة علمية متجددة

وادي المعاول في 21 سبتمبر /العُمانية/ يُعد جامع حجرة الورود الواقع داخل قلعة السفالة ببلدة “أفي” في ولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة، من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في سلطنة عُمان، إذ يجمع بين القيمة العلمية والمعمارية ويعكس عمق الإرث الحضاري الإسلامي الذي تميزت به الولاية على مر القرون.
وتشير النقوش والكتابات الموجودة على أعمدة الجامع إلى أكثر من 339 عامًا، حيث يعود أقدمها إلى عام 1108هـ، في حين يُرجّح أن بناء القلعة التي تحتضنه يعود إلى ما يقارب القرن الرابع الميلادي. وقد ارتبط اسم الجامع بدوره الريادي في تعليم القرآن الكريم وعلوم النحو والتجويد، ليصبح على مر العصور مركزًا لتخريج أجيال من حفظة القرآن وطلبة العلم، ومظهرًا من مظاهر اهتمام العُمانيين بالعلم الشرعي ونقله للأجيال.
ويمتد الجامع على مساحة 320 مترًا مربعًا، ويقوم على 20 عمودًا أسطوانيًا عريضًا تحمل نقوشًا وكتابات ذات دلالات دينية وعلمية، فيما يتميز تصميمه بالطابع التقليدي للمساجد العُمانية القديمة الذي يعكس براعة البناء وأصالة الهوية المعمارية.
ومنذ نشأته، حظي الجامع بأوقاف متعددة خُصصت لصيانته وضمان استمرارية رسالته الدينية والعلمية، إلى جانب أوقاف أخرى رُبطت بمدرسة القرآن الكريم ومرافق الحارة، بما يعكس حرص الأهالي على استمرار دوره التعليمي والديني.
وأوضح ناصر بن حمود الرواحي، أحد أهالي حارة السفالة، أن الجامع يقع في الجزء الشمالي من الحارة بمحاذاة الباب الكبير الذي يُعد المدخل الرئيسي للقلعة، ويرتفع بنحو أربعة أمتار عن سطح الأرض الخارجية المؤدية إلى المدخل. كما يجاوره من الشمال برجا “الصباح” و”المطمرة” إضافة إلى السور الشمالي للقلعة الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي سبعة أمتار.





