قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 13 أكتوبر /العُمانية/ استعرضت وكالة الأنباء العُمانية مجموعة من الآراء والتحليلات المنشورة في الصحف العالمية حول ثلاث قضايا كبرى شغلت الرأي العام الدولي، تمثلت في أزمة تلوث الهواء، والتداعيات الحقيقية للحرب على غزة، إلى جانب مكانة الأمم المتحدة ودورها في المشهد الدبلوماسي العالمي.

تلوث الهواء.. أزمة صحية عالمية تتطلب تحركًا جذريًّا

ففي مقال نشرته صحيفة ميل آند جارديان الجنوب أفريقية بعنوان “تلوث الهواء: أزمة صحية عالمية تتطلب تحولاً جذريًا في الأولويات”، حذّر عدد من الناشطين والخبراء البيئيين من أن تلوث الهواء بات يُعرف بـ”القاتل الصامت” في أفريقيا، إذ يتسبب في وفيات تفوق تلك الناجمة عن الإيدز والسل والملاريا مجتمعة.

وانتقد الكُتاب ما وصفوه بالتناقض الصارخ في السياسات الدولية، حيث يتم إنفاق مليارات الدولارات لمواجهة آثار التلوث، بينما تُضَخّ أموال أكبر بكثير في الصناعات المسببة له، وخاصة الوقود الأحفوري. ففي الفترة بين 2015 و2021، تم تخصيص 46.6 مليار دولار لدعم الوقود الأحفوري، مقابل 1.5 مليار فقط لمكافحة تلوث الهواء، أي بفارق نسبته 3000%.

وأكد المقال أن الأزمة ليست حتمية بل نتيجة “فشل سياسي ومالي”، داعيًا إلى مواءمة التدفقات التمويلية العالمية مع أهداف الصحة والمناخ. كما حمّل قطاع الرعاية الصحية مسؤولية مضاعفة، كونه مساهمًا في الانبعاثات بنسبة 5٪، ودعاه ليكون قدوة في التحول إلى الطاقة النظيفة وتفعيل أنظمة مراقبة بيئية وصحية متكاملة.

وختم المقال بالتأكيد على أن مكافحة تلوث الهواء ليست عبئًا اقتصاديًا، بل استثمار يعود بالفائدة على صحة الإنسان والاقتصاد والبيئة.

حرب غزة.. كارثة متعددة الأبعاد تكشف أزمة النظام الدولي

أما صحيفة ديلي صباح التركية، فنشرت مقالًا للكاتبة زينب بينجو تناولت فيه الحرب على غزة من منظور شامل يعتمد على منهجية “تكاليف الحرب” بجامعة براون، مشيرة إلى أن الخسائر تجاوزت حدود الإبادة الجماعية.

ووفق الأرقام التي أوردتها، فقد أسفرت الحرب عن استشهاد نحو 75 ألف شخص عند احتساب الوفيات غير المباشرة، وإصابة أكثر من 167 ألفًا، فضلاً عن نزوح 90% من سكان القطاع، وحرمان مليون شخص من المأوى والاحتياجات الأساسية.

كما تناول المقال التكاليف البيئية والاقتصادية الهائلة، إذ أدت العمليات العسكرية إلى انبعاثات كربونية تفوق انبعاثات دول بأكملها، وتدمير ما يصل إلى 200 ألف مبنى، فيما تتطلب إعادة الإعمار ما لا يقل عن 53 مليار دولار وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب زعزعت الثقة في الدبلوماسية التقليدية، معتبرة أن القضية الفلسطينية تحولت من “قضية مجمدة” إلى أزمة إقليمية قابلة للاشتعال المستمر، مؤكدة أن وقف إطلاق النار الحالي هش ما لم يُرفق بحل سياسي جذري.

الأمم المتحدة.. رغم العثرات تبقى منصة لا غنى عنها

وفي تحليل نشرته صحيفة بانكوك بوست التايلندية بعنوان “انحرفت مناقشات الأمم المتحدة، وانزلقت، ولكنها حققت نتائج”، تناول الكاتب جون ميتزلر وقائع الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مسلطًا الضوء على الانتقادات الحادة التي واجهتها المنظمة حتى من قادة دول كبرى مثل الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وأشار المقال إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب افتتح الدورة بانتقاد بيروقراطية المنظمة، لكنه في الوقت ذاته أكد دعمه لها باعتبارها قادرة على صنع السلام إذا توفرت الإرادة السياسية. كما لفت إلى اعتراف عدة دول أوروبية بدولة فلسطين داخل القاعة الأممية، إلى جانب انسحاب دبلوماسيين خلال خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي احتجاجًا على رفضه حل الدولتين.

ويرى الكاتب أن الأمم المتحدة، رغم بطئها وتعرجاتها السياسية، أثبتت أنها لا تزال المنصة الأهم للدبلوماسية العالمية، قادرة على إنتاج نتائج ملموسة عندما تتلاقى مصالح الدول.

زر الذهاب إلى الأعلى