«المهراس»… من أقدم السلالات الجينية للزيتون في حوض البحر المتوسط

عمّان في 15 ديسمبر 2025 /العُمانية/ تُعد شجرة الزيتون الأردنية المعروفة باسم «المهراس»، التي أُدرجت مؤخرًا على القائمة التمثيلية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، واحدة من أقدم السلالات الجينية للزيتون في منطقة حوض البحر المتوسط.
وأظهرت تحاليل الخريطة الجينية لهذه الشجرة أنها الأقرب وراثيًا لتكون الأصل الذي انحدرت منه أشجار الزيتون في كل من إسبانيا وإيطاليا وقبرص، حيث تندرج جميعها ضمن المجموعة الوراثية نفسها. كما تؤكد دراسة أعدّها المركز الوطني للبحوث الزراعية بالتعاون مع عدد من الجامعات، الدور المركزي للأردن في نشوء وانتشار شجرة الزيتون عبر العصور.
وتتميّز شجرة «المهراس» بقدرتها العالية على التكيّف مع التغيرات المناخية والظروف البيئية القاسية، إلى جانب حفاظها على جودة زيت استثنائية، إذ تبلغ نسبة الزيت في ثمارها نحو 30 بالمائة، وهي من أعلى النسب عالميًا بين أصناف الزيتون. كما يمتاز زيت «المهراس» بتركيب فريد من الأحماض الدهنية، وارتفاع نسبة حمض الأوليك، فضلًا عن خصائصه الحسية ونكهته الفاكهية المميزة.
وتنتشر شجرة «المهراس» بكثافة في محافظة عجلون الجبلية شمال الأردن، ويعود اسمها إلى تشبيهها بالجمل المسنّ الذي يهرس الطريق أثناء سيره. كما تُعرف بأسماء أخرى بحسب المناطق، إذ تُسمّى «الرومي» في محافظتي الطفيلة وجرش ومنطقة وادي رم، بينما يُطلق عليها «الكفري» و«العتيقة» في محافظة إربد.
وجاء إدراج «المهراس» ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية تقديرًا لقيمتها التاريخية والثقافية والاقتصادية، نظرًا لارتباطها الوثيق بالحياة اليومية للمجتمع، وبالعادات والممارسات الشعبية المرتبطة بمواسم القطاف، فضلًا عن استخداماتها المتعددة في الصناعات التقليدية والعلاجية.
ويُؤمَل أن يسهم هذا الإدراج في تعزيز الجذب السياحي، وفتح آفاق جديدة لقراءات ثقافية ومعرفية حول هذه الشجرة التي حافظت على وجودها عبر العصور، وشكّلت ركيزة أساسية في الحضارة الزراعية الرعوية القديمة





