بالصور والفيديو : مسجد ماليندي… شاهدُ القرون وروحُ العلم في قلب زنجبار

زنجبار – الواحة
تقرير – زاهر المحروقي
تصوير – سيف المحروقي

في قلب المدينة الحجرية بزنجبار، وعلى مقربةٍ من الميناء الذي عبرت منه قوافل التجارة والعلم، ينتصب مسجد ماليندي كأحد أقدم المساجد في الجزيرة، وحارسٍ صامت لذاكرةٍ تمتد إلى القرن الخامس عشر الميلادي، أي قبل الحضور العُماني الرسمي إلى شرق أفريقيا.

ويتميّز المسجد بملامح معمارية فريدة، أبرزها مئذنته ذات الشكل المخروطي، وهي واحدة من ثلاث مآذن فقط بهذا الطراز في شرق أفريقيا، إلى جانب منصةٍ مربعة قائمة على الأرض، ما يمنحه خصوصية عمرانية نادرة تعكس تداخل التأثيرات الإسلامية في المنطقة عبر العصور.

ولا يقتصر حضور مسجد ماليندي على الحجر والبناء، بل يتجاوز ذلك إلى العلم والفكر؛ إذ تحتضن باحته قبور عددٍ من العلماء الأجلاء، في مقدمتهم العلامة الشيخ أحمد بن أبي بكر بن سميط (1277–1343هـ)، الفقيه والقاضي البارز في شرق أفريقيا.
وقد استقر الشيخ في زنجبار، وعاش فيها حياة حافلة بالعطاء العلمي والقضائي، حتى ذاع صيته وتجاوزت شهرته حدود الإقليم إلى أرجاء العالم الإسلامي، تقديرًا لعلمه وتأثيره، ليحظى بتكريمٍ رفيع تمثّل في منحه وسامًا عثمانيًا عالي المستوى من قبل الخلافة العثمانية.

وفي هذا التقرير المصوّر، تواصل الواحة في رصد الوجود العماني في زنجبار و يصحبنا الزميلان زاهر بن حارث المحروقي وسيف بن سعود المحروقي في زيارةٍ إلى مسجد ماليندي، للاقتراب من تفاصيله المعمارية، واستحضار دوره الديني والعلمي، والكشف عن مكانته بوصفه أحد الشواهد الحية على عمق الحضور العماني والإسلامي والتاريخي في زنجبار

زر الذهاب إلى الأعلى