الشيخ ناصر السيفي رحيل فارس

 

بقلم / عبدالله بن سالم بن حمد الحارثي

لقد كتبت مقالي الأول عن الشيخ ناصر بن محمد بن غصن السيفي فجاءت الكلمات ممزوجة بالدموع والألم.
ان الأمر بحق يستحق المراجعة فقد فقدنا الكثير من الأحباب والأصحاب بسبب جائحة الكورونا وعندما يأتينا خبرا مؤلما أصبحنا نتساءل يا ترى من سيكون القادم.
لقد أصبح الموت شبحا يطارد ضحيته. والكورونا هو العدو الغامض الذي ينقض على ضحاياه دون سابق إنذار او مسببات.
فكم من الشباب في مقبل العمر اسروا أهلهم بطيبتهم ووضعت فيهم الآمال ليكونوا الأمل والسند، واذا بالمرض يفتك بهم ويختار خيرة ابناءهم، فما بين ضحية وعشاها يأتينا النعي بأنه ذهب فلان إلى جوار الرحمن.
لقد جمعتني بناصر علاقات اسريه وصحبة طيبه ورفقة لا تشوبها المكاره، وما هذا إلا بسبب أخلاقه وسماحته وطيب تربيته. وردود الفعل من محبيه وممن تابعوا مسيرته خير شاهد على ذلك. فقد تلقيت المئات من رسائل المواساه والاتصالات معربه عن لوعة الفراق، وما هذه المشاعر النبيله الا انعكاسا للمكانه المكنونه لهذا الشخص بين قلوب الناس.
ويبقى لنا ان نتذكر على ضرورة الحرص لتربية الأبناء وزرع المعاني والقيم الجميله التي تناقلتها الاجيال في عمان للمحافظة على مكارم الأخلاق. وان لا نجعل من المدنية بابا يدخلنا الي الفراغ. فقيم الاخر جميله تتناسب مع بيئته، اما قيم العماني المسلح بالمبادي والعادات والعقيده وحب الوطن فيجب أن نعض عليها بالنواجد.
لم تكن هذه الموده بنيت من فراغ فقد تاصلت العلاقات مع هذا الفرع بسيرة ونبل اباءه واجداده الصالحين الزاهدين، والي مبادى الترابط والتكامل والمعاني الجميله للعلاقات الاجتماعية التي تحلى بها السلف الصالح رضوان الله عليهم.
في يوم من الايام سألت والدي ماذا تعرف عن ناصر وأسرته فرد على بكلمات مقتضبه تغنيك عن كتاب مستقل: انهم أسرة علم وصلاح، وكان جدهم محمد بن خميس السبفي أستاذا لجدك نور الدين. وما كان له ان يقول ذلك الا لحكمة وبعد نظر فقد داب الآباء والاجداد الكرام بربط الاجيال بحبل وثيق من الموده ويورثوها لابناءهم، فتنشأ على المحبة والتاخي. وشتان بين ما كان وما صار فكم من المعلمين في الوقت الراهن يمرون علينا ونقطف من حكمتهم وننسي حتى اسماءهم.
ان هذا البناء وهذه القيم هي التي أرست مجتمعا متعاونا وبنبانا زاهيا توارثته الاجيال.
فعندما تغرس فيك قيم المحبة للعلاقات ممتده الي أربعة أجيال ترتاح النفس ويشتد عود المجتمع.
اكتب هذه الكلمات لاعرب عن خالص تعاطفي لأهلي واسرتهم وممن تحملوا لوعه الفراق على ناصر واقول تصيروا فهذا هو حال الدنيا: انها تفتك وتبطش ولا تستاذن من احد لتعلن ساعة الفراق.
وسيبقى ناصر نبراسا نقتدي بدماثة خلقه وحسن سيرته ونسأل الله له نعيما لا يفني ومقرا عاليا في الفردوس الأعلى ولا حول ولا قوه الا بالله.

زر الذهاب إلى الأعلى