الحرف اليدوية التقليدية في مطرح.. صنعة الخياطة اليدوية وتنجيم الكميم(9)
الزمان – الخمسينيات والستينيات من القرن ٢٠
المكان – مطرح
بقلم : د. حسن الموسوي
سأتحدث في هذا البحث المختصر عن صنعة الخياطة اليدوية وتنجيم الكميم في مطرح دون غيرها من البلدات ؛ سأحاول لملمت بعض الأسماء المعروفة في هذه الصنعة في مطرح ؛ التي كما هي مع أخواتها من بعض ضروريات الحياة .
تحدثت عن الحرف اليدوية التقليدية في مطرح وبقى علىّ الخوض في أخر موضوع في حلقات البحث المدونة أدناه . وللتذكير لمن فاته الموضوع فإنني أكتب عن الحرف القديمة في ذلك الزمان الاول وهذه الحرف هي :
الحدادة أو نافخ الكير -١✔️
صنعة الصفارين -٢ ✔️
صنعة أواني الخزف -٣✔️
صنعة مشتقات الخوص -٤✔️
صنعة دبغ الجلود -٥✔️
صنعة صبغ الأقمشة -٦✔️
صنعة الصياغة ٧-١✔️
صنعة الصياغة ٧-٢✔️
صنعة النجارة -٨ ✔️
صنعة الخياطة اليدوية وتنجيم الكميم -٩ ✔️🔻
توطئة:
روى لي أحد من الأصحاب الذي له الإهتمام في هذا الموضوع هذا الكلام :
إنه ذهب إلى إيطاليا لتطريز دشداشة لوجيه من الوجهاء وحمل معه أنموذجين من الدشاديش . كانت الواحدة تم خياطتها باليد وعمرها يتجاوز ٧٠ عاما والأخرى كانت مطرزة بالمكينة حديثا . فعرض هناك على أصحاب المهنة القطعتين . بعد التدقيق في التفصيل خرج المهني بالقول التالي :
إن الأولى هي قمة في الإتقان في المهنة والأخرى غير ذلك .
نستنتج من ذلك إنه يجب علينا أن نولي اهتماما أكبر في مجالات العمل اليدوي في جميع أنواع الصنعة التي للأسف تركها أبناء وأحفاد الحرفيين الأوائل ؛ واتجه أغلبهم إلى وظائف ناعمة في القطاع الخاص أو العام . كما إن الأعمال الدقيقة في مقصورات السيارات الفارهة يقوم بها حرفيون وأبنائهم ؛ من قبيل التشطيبات الداخلية التي تكون من الخشب الزيزفون والسدر والصنوبر وغيرها .
تنجيم الكميم
كانت النسوة أكثر الشغالات في المجتمع في هذا المجال . كنت قد رأيت الكثيرات من النساء في الحارة في أوقات الفراغ يقمن بالعمل على هذا العمل . ليكون لهن مصدر رزق إضافي للأسرة . وأختص بالذكر ب ب سلامه في نازي مويا وكذلك پجي وشمسه من جبرو . إن أسماء هؤلاء النساء كثيرة لا أريد أن أملأ هنا من أسمائهن كثيرا . إن نساء كل بيت من بيوت أولي الفاقة كان لهن مصدر رزق زائد في هذه الحرفة . كانت الكميم يقتني بها العامة والخاصة في العيدين فقط ولم يكن هناك شراء في غير العيد الكبير والصغير .
خياطة الدشداشة
كان في مطرح عدد كبير من الرجال الذين كانوا يعملون في خياطة الملابس والدشاديش خاصة . لم تكن الخياطة اليدوية في مطرح ظاهرة بين الوسط الذي كنت أعيش فيه وكان إعتمادنا على الدشداشة التي كان يتم خياطتها
بالماكينة . وحال الدشداشة مثل حال الكميم كانت خياطتها في العيدين فقط دون غيرها من الأوقات .
نوع الدشداشة
كان إسم الدشداشة الأكثر شيوعاً في مطرح بدل إسم الكندورة والثوب . كان تفصيل الدشداشة عند أكثر الناس إستعمالاً وإقبالاً هي تلك التي فيها ياقة مثل ياقة القميص ؛ وتكون فتحة الصدر مع أزرار قليلة ؛ والكم أو الردون تكون مطوية في نهايتها بقياس عشرة سنتيمترات حالها حال نهاية طيحة الدشداشة عند مفصل الكاحل . كانت فضفاضه مريحة للمناخ وغير ضاغطة على البدن وبالتالي لا يظهر قالب الصدر ولا الخصر .
كان اللون الأبيض هو السائد بين العامة والخاصة ولم نكن نعرف لها صيحات الموضة ؛ فكانت أصيلة كأصالة الدشداشة التراثية التي ظهرت في السنوات الماضية وأصبحت هي الأكثر انتشارا دون غيرها من التفاصيل .
وإختفت تلك الدشداشة التي كنّا نلبسها في مطرح في الخمسينيات والستينيات ودون ذلك .
أسماء بعض الخياطين
كان عبدالغفور البلوشي في سوق الظلام هو أحد أبرز الأسماء ؛ ثم موسى درجي ؛ حبيب نل جد علي سلطان ؛ مال الله محمد سعيد ؛ محسن بكري ؛ ابو مامو علي وغيرهم .
أخيراً
هذه هي الحرف التي رغبت في تعريف الجمهور بها . لعلني قد أديت جزءاً من الواجب في الكتابة لتبقى للأجيال الحاضرة والقادمة شيئاً نبراساً لهم ليقتدوا بها درب الإبداع في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد….