وداعًا الشيخ سعود الخصيبي.. العظماء لا يموتون

بقلم: حمود بن علي الطوقي

في لحظة قاسية ومؤلمة، تلقيت نبأ وفاة سعادة الشيخ الاخ العزيز سعود بن ناصر الخصيبي، رحمه ، في هذا اليوم الاثنين، 2 سبتمبر 2024، فقدت السلطنة أحد أبنائها المخلصين بفاجعة حريق أودى بحياته وحياة ابنته. نحتسبهم عند الله من الشهداء ونسأله أن يتغمدهما برحمته الواسعة، وأن يلهم أسرهم الصبر والسلوان.

تُعد هذه الفاجعة صدمةً عميقة لم تترك مكانًا لغير الحزن في قلوبنا، فحين تلقيت الخبر، شعرت أن النور قد انطفأ من بيننا. فقد كان الاخ الشيخ سعود الخصيبي ليس مجرد شخص، بل كان رمزًا للوفاء والتفاني في العمل. لقد كان منارة مضيئة في مسيرته المهنية، حيث خدم الوطن بكل إخلاص وتفانٍ، بدءًا من وزارة التجارة والصناعة، وصولاً إلى هيئة التقييس لدول مجلس التعاون
الخليجي

بالامس القريب حظيت بلقاء مع الراحل سعود بن ناصر الخصيبي، وكانت تلك اللحظات مليئة بالسعادة والاحترام المتبادل. رغم أنني لم ألتقه منذ مدة، إلا أنني شعرت بنفس الدفء والاحترام الذي لطالما ميز علاقته بنا جميعًا. كان الخصيبي رجلًا يتسم بالتواضع والأخلاق العالية، وكان يبادلني نفس الاحترام والتقدير، ما جعل لقاءنا هذا ذا طابع خاص لا يُنسى.
لكن سرعان ما تحولت هذه الذكريات السعيدة إلى صدمة كبيرة عندما تلقيت خبر وفاته المفجع. لقد انتشر نبأ رحيله في كل أنحاء البلاد، وأثارت وفاته حزناً عميقاً في قلوب الجميع. كانت جنازته مؤلمة ومليئة بالمشاعر، حيث ودّعته عمان بألم كبير. سعادة الاخ سعود بن ناصر الخصيبي كان رجلاً خلوقا متواضعا محبا للجميع. قدّم الكثير لوطنه. شغل العديد من المناصب القيادية في وزارة التجارة والصناعة، وعمل في مختلف المديريات الحيوية حتى وصل إلى منصب المدير العام للمواصفات والمقاييس. في إطار مسيرته المهنية المتميزة، باشر مهامه الجديدة أمينًا عامًا ورئيسًا لهيئة التقييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 28 أبريل 2018، واستمر في هذا المنصب حتى 27 أبريل 2024.
ودعته الرياض واروقة الامانة العامة للمواصفات والمقاييس. بكل حب واقتدار حيث ترك بصمة واثرا طيبا خلال فترة عمله بالامانة .

كان رحمه الله مثالًا للعلم والعمل الجاد، فقد حصل على شهادات علمية رفيعة من أرقى الجامعات، وواصل تطوير نفسه حتى نال شهادات متقدمة في التعليم الإلكتروني. عُرف بحبه الكبير لمساعدة الشباب وتشجيع الكفاءات الوطنية، وكان دائمًا مصدرًا للثقة والمعلومات في مجال عمله.

رحيل الشيخ سعود يترك فراغًا كبيرًا في عمان، فقد فقدنا واحدًا من أبنائنا المخلصين الذين كانوا مثالًا للتفاني والإخلاص. لقد ترك الشيخ سعود بصمة عميقة في قلوب الجميع، وسيظل أثره خالداً في ذاكرة كل من عرفه وعمل معه.

رحم الله الشيخ سعود الخصيبي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل كل أعماله في ميزان حسناته.

تعازينا الى كافة افراد اسرته الكريمة
انا لله وانا اليه راجعون

زر الذهاب إلى الأعلى