خطر الفئات المؤدلجة على إستقرار السلطنة

  • سعيد بن مسعود المعشني

أبتُليت بلادنا العزيزة بفئات محدودة العدد، لكنها تمثل خطرًا جسيمًا على أمن الوطن ومستقبله، خاصة في ظل ترك الساحة مفتوحة أمامها دون رادع أو مساءلة. هذه الفئات وإن اختلفت مشاربها الأيديولوجية، إلا أن ما يجمعها هو السعي وراء أجندات ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا.
من أخطر هذه الفئات – دون ترتيب – التيار الإسلامي المؤدلج، الذي يتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى السلطة، متستراً وراء شعارات الدفاع عن قضايا إسلامية عادلة، كالقضية الفلسطينية، التي تحوّلت لدى البعض إلى “قميص عثمان” تُركب عليه الأجندات الحزبية والتنظيمية. لقد باتت هذه الأساليب مكشوفة ومكررة في أكثر من بلد عربي، حيث تُستغل المشاعر الدينية لبناء قواعد جماهيرية تُوظف لاحقًا لأغراض لا تخدم لا الدين ولا الوطن.
ولا تقل خطورة عنهم بقايا التنظيمات الشيوعية، التي تحاول إحياء خطاب ثوري مهزوم لم يعد له مكان في واقعنا. نراهم اليوم يحتفلون جهارًا بأعياد ثوراتهم البائدة، ويحيون ذكرى رموزٍ رحلت دون أن تطلب تخليدها. يسعون إلى اختراق عقول الأجيال الصاعدة من خلال تمجيد التاريخ الثوري، وتزييف الحقائق، وصناعة أساطير لم تكن يومًا واقعة، كل ذلك بهدف الإبقاء على شعلة فكر أفل نجمه منذ زمن.
أما الفئة الأشد بؤسًا وغفلة، فهي تلك التي تتبنى الليبرالية بشكلها المنفلت، وتردد مقولات الفلسفات الغربية من دون فهم أو تمحيص. فئة تدعو إلى حرية مطلقة، وانفلات قيمي، وعدمية فكرية لا تفضي إلى بناء ولا تقدم. هؤلاء لا يحملون مشروعًا وطنيًا ولا تصورًا حضاريًا، بل يعيشون في فقاعة من الأفكار المستوردة التي لا تمت لواقعنا بصلة.
إن ترك هذه الفئات تسرح وتمرح في الفضاء الإعلامي، وترك المنابر القومية والوطنية في متناولها لتُجيّش الجماهير حول شعارات براقة تخفي وراءها مشاريع خطرة، لن يؤدي إلا إلى نتائج وخيمة. وقد يقود ذلك إلى انفلات يصعب السيطرة عليه، وفوضى تهدد أمن واستقرار البلد.
من لم يتّعظ بعد، أو لا يريد أن يتّعظ، فعليه أن يدرك أن الأوطان ليست مجالًا للتجارب الفكرية ولا ساحة لتصفية الحسابات الأيديولوجية. إن أمن الوطن واستقراره أمانة، وإن لم تقم الدولة بواجبها في هذا الجانب، فإن المسؤولية تقع على عاتق كل مواطن غيور على بلده، حريص على مستقبل أبنائه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى