شمال الشرقية ضيف معرض مسقط للكتاب.. بين سرج سابح وخير جليس

عبدالله بن حمد الحارثي
منذ الصغر وعند دخولي لمدرسة المتنبي تقع عيني على اللوحة التي كتبها مُعلم التربية الفنية في نهاية السبعينيات الاستاذ حلمي السيد ( أَعَزُّ مَكَانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سَابِحٍ
وَخَيْرُ جَلِيْسٍ في الزَّمانِ كِتابُ ) صدق فيها ابو الطيب المتنبي يوم كان للادباء والشعراء دور في التوجيه والنصح ويوم كانت اللغة العربية الجميلة لغة العصر ولمجيدها خطابة ونثرا وشعرا مكانة مرموقة في المجتمع ، بقت في الذاكرة ونُقشت في جباه طلاب المتنبي ليتذكروها عند حضورهم وذهابهم ومنها جرت اقلامهم السيالة بمدادها الذهبي لتخرج مكنونات الماضي بثوب قشيب ولتنظر الى الحاضر بعين الرضى وتبسط يدها وتحلق عاليا لتكتب عن المستقبل بما تراه عقولهم وتنسجه افكارهم ، مرت الايام والشهور والسنون وتغيرت العقول وساد العلمْ وانتشر الكتاب وصاحب الصغار والكبار بصور واشكال متنوعة واصبحت له دور نشر ومراكز ومكتبات تحتضنه وترعاه واصبحت له اسواق رائجه في عمان وخارجها ليُفتتح فيما بعد اول معرض للكتاب بمسقط يوم الاربعاء 21 اكتوبر 1992 تحت رعاية صاحب السمو السيد فيصل بن علي ال سعيد وزير التراث القومي والثقافة انذاك وذلك بمركز عُمان الدولي للمعارض بالسيب ، حيث شهد المعرض تجديدا سنويا في العرض والمناشط والفعاليات المصاحبة حتى اتت فكرة اشراك المحافظات كضيف شرف لتشهد محافظة شمال الشرقية هذا الحدث المهم والذي يمثل لها فرصة كبيرة لإظهار المحافظة تاريخيا وحضاريا وادبيا وثقافيا فبعد الاعلان من قبل الجهات المعنية واذا المحافظة تعمل جاهدة لعمل الفارق متمثل فيها قول الشاعر ( اذا غامرت في امر مروم فلا تقنع بما دون النجوم ) فشحثت الهمم وشكلت اللجان ووقع الاختيار على ثلة من ابناء المحافظة لقيادة الدفة برئسة محافظ شمال الشرقية ، حيث اُسرجت الخيول ليعلو صهيلها بين ردهات المعرض وجنباته ولتنيخ ركاب الابل في مرابض الفكر والادب بشموخها وزهوها ولتتدفق افلاج الفرسخي وبو منين وفلج العفريت وبو مخريين والحيلي والظاهر وغيرها من الافلاج لتروي كل ضامي وعطشى ليرتوي بمداد ما كتبه الاولين وسطره المؤرخين والنساخ والعلماء والمفكرين من مشايخ العلم كالامام السالمي وتلاميذه وتلاميذ الدوحة الخليلية في بيضة الاسلام التي انتشر نورها لتنزل بركاته على سناو والمضيبي وابراء والقابل وبدية ووادي دما والطائيين ووادي بني خالد وليخلد التاريخ تلك الحقبة بان شمال الشرقية كانت وما زالت كعبة العلم والعلماء ومقصد كل طالب علم نهم يبحث عن العلم والمعرفة وذلك من خلال مدرسة العلماء والمفكرين التي يشرف عليها شيخ هذا العصر فضيلة الشيخ المربي حمود بن حميد الصوافي حفظه الله وامد في عمره فنهضت واينعت وبان قطافها واثمرت كمزارع العنب في الروضة بحلو مذاقها وجمالها وعلا شانها قكلعة الروضة وحصن الخبيب وقلعة الحمام وبدية والقابل وبروج المضيرب وحاراتها وحصون ابراء ومناطقها وحارات سناو ذات التاريخ الباذخ والمجد الرفيع .
فشمال الشرقية واسعة الفكر كصحراء بدية ورمالها الذهبية وعالية الهمة كجبال وادي بني خالد الشامخة وعذبة كمياه وادي دماء والطائيين .
وبهذا شاركت المحافظة بكل مكوناتها الثقافية والسياحية والرياضية والعلمية بلباس جميل ومنصة وركن مكين يدل على ماضي عريق واحاضر تليد ومستقبل ينظر الى المستقبل بعين العصر والحداثة من خلال استغلال الذكاء الصناعي وغيرها من المستجدات الحديثة ها نحن اليوم نشهد في عرصات معرض الكتاب وبشكل يومي ندوات ومحاضرات وجلسات حوار وامسيات شعرية وغيرها من مجالات كادب الطفل وغيرها من المجالات الفنية كالرسم والنحت والتصوير
ومن اصدار لعشرات الكتب لكتاب من ابناء المحافظة واللجنة كخلية النحل تعمل بجد واجتهاد حريصة على نجاح الجناح والفعاليات متابعة لكل الاحداث ومشجعة لكل الحضور مما زاد الجناج بهاء واشراق حضورصاحب السمو حاكم الشارقة وصاحب السمو رئيس الجامعة وجمع كبير من الوزراء واالمكرمين واصحاب السعادة والادباء والمفكرين والمواطنين وابنائنا من المدارس المختلفة .





