ملتقى الاستثمار في الاستزراع السمكي يبحث الفرص المستقبلية في سلطنة عُمان

مسقط في 8 سبتمبر /العُمانية/ بدأت اليوم أعمال ملتقى الفرص الاستثمارية في قطاع الاستزراع السمكي الذي تنظمه وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، مستعرضًا واقع هذا القطاع عالميًّا ومحليًّا من خلال ثلاثة محاور رئيسة: النظرة العالمية والتحديات، التجربة العُمانية وقصص النجاح، والفرص الاستثمارية المتاحة في السلطنة. ويستمر الملتقى يومين.

رعى الافتتاح سعادة المهندس علي بن محمد العبري وكيل الوزارة لموارد المياه.
وفي كلمة افتتاحية، أوضح الدكتور عبد العزيز المرزوقي، مدير عام تنمية الموارد السمكية بالوزارة، أن الاستزراع السمكي يُعد من أسرع القطاعات الغذائية نموًّا على مستوى العالم بمعدل يقترب من 9% سنويًّا، نظرًا لتزايد الطلب العالمي على الأغذية البحرية. وأضاف أن الإنتاج العالمي بلغ أكثر من 94 مليون طن في عام 2022، متجاوزًا لأول مرة نصف إجمالي الأسماك المخصصة للاستهلاك البشري، مع توقعات بارتفاعه إلى أكثر من 130 مليون طن بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن سلطنة عُمان تولي القطاع اهتمامًا استثنائيًّا، حيث بلغ الإنتاج في 2023 أكثر من 5000 طن بقيمة 11.5 مليون ريال عُماني، فيما ارتفع في 2024 إلى نحو 5500 طن بقيمة تجاوزت 12.5 مليون ريال عُماني، ما يعكس ثقة المستثمرين في بيئة الأعمال العُمانية وما تتميز به من مقومات طبيعية وتشريعية جاذبة.
وبيّن أن الوزارة عملت خلال السنوات الماضية على تهيئة بيئة استثمارية محفزة من خلال سن التشريعات وتطوير البنية الأساسية وتبسيط الإجراءات، إلى جانب دعم البحث العلمي وتبني التقنيات الحديثة، بما يعزز الأمن الغذائي ويوفر فرص عمل للمواطنين، ويجعل الاستزراع السمكي أحد ركائز التنويع الاقتصادي ضمن رؤية “عُمان 2040”.

وكشف أن عدد المشروعات الاستثمارية في القطاع ارتفع من 19 مشروعًا في عام 2024 بقيمة 841 مليون ريال عُماني، إلى 22 مشروعًا في العام الجاري بقيمة إجمالية تتجاوز مليار ريال عُماني، تشمل استزراع الكوفر والروبيان والصفيلح العُماني ومشروعات الاستزراع التكاملي في المياه العذبة.
ويشهد الملتقى مشاركة شركات عاملة في الاستزراع السمكي بالسلطنة، ومستثمرين محتملين، ومؤسسات تمويلية، إضافة إلى خبراء من منظمات دولية كمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والجمعية العالمية للاستزراع المائي (WAS) وجهات أكاديمية مرموقة.
ويتضمن برنامج اليوم الأول جلستين نقاشيتين حول السياق العالمي للاستزراع السمكي والفرص المتاحة في الأسواق الدولية، بينما يناقش اليوم الثاني موضوعات تتعلق بالحوكمة والتنظيم وتجارب دولية رائدة مثل تجربة تشيلي، إلى جانب استعراض الفرص العُمانية ضمن رؤية 2040 والخدمات التمويلية المتاحة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أحدث التقنيات والابتكارات مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

يُذكر أن سلطنة عُمان تتمتع ببيئة بحرية غنية تتيح استزراع أكثر من 15 نوعًا من الكائنات المائية، من بينها الروبيان بأنواعه، والصفيلح العُماني، والكوفر الأوروبي، والسلمون الأطلسي، والمحار وخيار البحر، إضافة إلى أسماك المياه العذبة كالبلطي والكارب، ما يعزز مكانتها كمركز إقليمي واعد للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.





