ملتقى السياحة الاستشفائية يستعرض تجارب عُمانية وعالمية لتعزيز هذا القطاع

مسقط في 29 سبتمبر /العُمانية/ نظمت وزارة التراث والسياحة ملتقى “السياحة الاستشفائية” احتفاءً بيوم السياحة العالمي الذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام، ويحمل هذا العام شعار “السياحة والتحول المستدام”. ويهدف الملتقى إلى إطلاق منتج السياحة الاستشفائية في سلطنة عُمان والتعريف بمقوماتها الطبيعية والبشرية في هذا المجال، وتعزيز موقعها كوجهة إقليمية وعالمية للسياحة الصحية والاستجمامية.
رعى الملتقى سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي.
وشهد الملتقى استعراض فرص تطوير السياحة الاستشفائية من خلال دعم المنتجعات والفنادق الصحية، وتشجيع التعاون بين الأندية الصحية وشركات السفر والسياحة، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من تقديم منتجات محلية للمرافق الاستشفائية، إضافة إلى ابتكار باقات مخصصة للباحثين عن الاستجمام والعافية، وتحفيز القطاع الفندقي على تهيئة البنية الأساسية والخدمات المرتبطة بهذا النوع من السياحة.
وأكد سعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة في كلمته أن القطاع السياحي لم يعد مقتصرًا على البنية الأساسية والمشروعات، بل بات يعتمد على تطوير التجارب السياحية ذاتها وتعزيز رضا الزائر. وأشار إلى أن الوزارة تبنت نهجًا يقوم على إطلاق منتجات سياحية متكاملة ترتكز على استدامة الموارد الطبيعية وتعظيم العوائد المجتمعية، ومن بينها السياحة الاستشفائية التي تمزج بين الاسترخاء والتأمل وتعزيز الصحة الجسدية والنفسية.
وأضاف سعادته أن الملتقى يُعد منصة مهنية تجمع المختصين والخبراء لتبادل الخبرات واستعراض التجارب العالمية، مثل تجربة كرواتيا في إدارة العيون الحارة وتجربة إندونيسيا في تطوير المرافق السياحية، إلى جانب التجارب المحلية في التخييم والاستجمام بالمناطق الجبلية.
كما أكد أن المعرض المصاحب للملتقى أتاح التعرف على المنتجات والعلاجات الطبيعية والمبادرات المجتمعية والمرافق التي تستثمر الطبيعة لتعزيز الصحة النفسية والجسدية، بما يسهم في خلق فرص تعاون جديدة وتطوير خدمات نوعية في هذا المجال.
وتضمن الملتقى مشاركة جهات حكومية وأكاديمية وخاصة؛ منها وزارة الصحة، وجامعة السلطان قابوس، والجامعة الألمانية، وكلية عُمان للسياحة، إضافة إلى ممثلي الفنادق من فئة 4 و5 نجوم، ورواد الأعمال والمرشدين السياحيين.
وشملت أجندة الملتقى جلسات نقاشية وعروضًا مرئية تناولت تجارب عالمية في مجال السياحة الاستشفائية مثل الينابيع الساخنة في شرق أوروبا، وتجربة محافظة بالي في إندونيسيا، والتخييم الاستشفائي في سلطنة عُمان، والاستجمام في قرية سوجرة بولاية الجبل الأخضر كنموذج للمواقع العُمانية المؤهلة.

كما تمت مناقشة التحديات المحلية والفرص المتاحة لتطوير هذا القطاع، مع تقديم توصيات عملية لوضع خارطة طريق تسهم في جعل السياحة الاستشفائية منتجًا وطنيًا مستدامًا مستندًا إلى المقومات الطبيعية للسلطنة.
وعرضت المنتجعات والفنادق المشاركة تجاربها في تقديم برامج استشفائية متكاملة، من خلال مرافق متخصصة وباقات علاجية وترفيهية مدعومة بكوادر مؤهلة، مستفيدة من الطبيعة الجبلية والساحلية والبيئات الهادئة التي تتميز بها السلطنة.
وأقيم على هامش الملتقى معرض للمبادرات والمنتجات الطبيعية والعطرية ذات الاستخدامات العلاجية، إلى جانب عروض لمواقع سياحية مؤهلة للتأمل والعلاج الطبيعي وتجارب مجتمعية ناجحة.
ويُعد ملتقى السياحة الاستشفائية خطوة محورية نحو ترسيخ موقع سلطنة عُمان كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين الطبيعة والصحة والاستجمام، وتوفر تجارب تلبي تطلعات فئات متعددة من السياح.





