عُمان تكثّف جهودها الترويجية لتعزيز السياحة الشتوية وتسجّل نموًا ملحوظًا في أعداد الزوار

مسقط في 6 ديسمبر 2025 /العُمانية/أطلقت وزارة التراث والسياحة حزمة واسعة من المبادرات الترويجية لتعزيز حضور سلطنة عُمان كوجهة سياحية بارزة في موسم الشتاء 2025 / 2026، مستهدفةً إبراز المقومات الطبيعية والثقافية التي تنفرد بها السلطنة، والمناخ المعتدل الذي يجذب آلاف الزوار سنويًّا.

وتسعى الوزارة ضمن خططها الاستراتيجية إلى تسليط الضوء على التنوع الكبير في التجارب السياحية المتاحة خلال الموسم الشتوي، بما في ذلك المغامرات الجبلية والبرية، واستكشاف الكهوف، والأنشطة البحرية، والفعاليات الثقافية والتراثية التي تُقام في مختلف المحافظات، إلى جانب البنية الأساسية الحديثة التي تعزز جاهزية السلطنة لاستقبال السياح.

ونفّذت الوزارة حملات ترويجية رقمية موجهة إلى الأسواق الخليجية والآسيوية والأوروبية، ركّزت على إبراز التجارب الشتوية العُمانية مثل التخييم، ورحلات الاستكشاف، والفعاليات الموسمية. كما عززت حضورها في المعارض السياحية الدولية، ونظمت رحلات تعريفية للإعلاميين والمؤثرين وشركات السفر للاطلاع على المقومات السياحية عن قرب، وترويج السلطنة باعتبارها وجهة متكاملة تجمع بين الطبيعة والثقافة والمغامرة.

وتأتي هذه الجهود في إطار تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040، من خلال تعزيز استدامة القطاع السياحي وزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي، ورفع مستويات الإشغال الفندقي، والتوسع في الأسواق المستهدفة.

ومن أبرز المبادرات الترويجية حملة “جرب شتانا” المخصصة للسوقين المحلي والخليجي، وتتضمن رسائل إبداعية متنوعة تبرز جمال التجربة الشتوية في عُمان عبر محتوى رقمي، وفيديوهات قصيرة، ومشاركات من صناع المحتوى، بالإضافة إلى مسابقات وأنشطة تفاعلية.

كما أطلقت الوزارة حملة دولية تحت شعار “عُمان هبة الحياة” لأسواق أوروبا وبعض الأسواق الآسيوية برسائل ترويجية موجهة تناسب اهتمامات السائح في كل سوق، مع التركيز على الدول الأكثر إنفاقًا سياحيًّا.

وأكد هيثم بن محمد الغساني، مدير عام الترويج السياحي بالوزارة، أن البرامج الترويجية لهذا العام تركز على التسويق الرقمي وتوسعة نطاق الحملات بالتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص، مشيرًا إلى وجود مؤشرات أداء واضحة لقياس فاعلية هذه الحملات وتحسينها مستقبلًا.

كما تستمر الوزارة في تنفيذ فعاليات سياحية متنوعة خلال الموسم الشتوي، استنادًا إلى النجاحات المحققة في عام 2024، حيث شهدت فعاليات مثل مهرجانات الشتاء في مسقط والداخلية، وماراثون مسقط، وطواف عُمان، ومهرجان بشائر للهجن حضورًا جماهيريًّا كبيرًا تجاوز 63 ألف زائر في بعض الفعاليات، وحققت عدد من الأنشطة عائدات اقتصادية تخطت 1.5 مليون ريال عُماني، إلى جانب توفير فرص عمل مؤقتة ودعم الأسر المنتجة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

ويسجل الموسم الشتوي 2025 / 2026 تطورًا جديدًا باستقبال ميناء صلالة لأول مرة السفينة السياحية “إسلامك كروز”، في خطوة تعكس الاهتمام العالمي بالسياحة البحرية في السلطنة. كما تعمل الوزارة على تعزيز قطاع الرحلات العارضة، الذي استقطب 93 ألف سائح حتى أكتوبر 2025 بنسبة نمو بلغت 26 بالمائة، مع توقعات بوصول أكثر من 110 آلاف سائح خلال الموسم الحالي، وتحقيق عوائد يتجاوز مجموعها 100 مليون دولار أمريكي.

وشهدت السلطنة نموًا كبيرًا في أعداد السياح من الأسواق المستهدفة، منها ارتفاع بنسبة 140 بالمائة من السوق الروسي، وبنسب تراوحت بين 49 و60 بالمائة من السوقين السويسري والهولندي، بينما سجلت الأسواق الإسبانية والخليجية والآسيوية ارتفاعات مختلفة تراوحت بين 5 و21 بالمائة.

وفي سياق متصل، تواصل مجموعة “كيمجي رامداس” تنفيذ مبادراتها السنوية لتعزيز السياحة الشتوية، من خلال تنظيم فعاليات بالشراكة مع الوزارة، وإدارة عمليات السفن السياحية العالمية مثل سفينة “تي يو إي” بميناء السلطان قابوس، فضلًا عن استقطاب حفلات الزفاف الأجنبية وتنشيط برامج السفر عبر شركاتها المتخصصة.

وفي قطاع الإقامة، أكد محمد كمال مكي، مدير منتجع بر الجصة، أن الموسم الشتوي يُعد فترة ذروة للمنتجع، بفضل الطلب المتزايد من الأسواق الأوروبية والآسيوية، مشيرًا إلى أن فنادق المنتجع الثلاثة تواصل تسجيل معدلات إشغال مرتفعة، مستفيدة من التجارب الثقافية والمغامرات الطبيعية التي يقدمها الموقع.

وفيما يخص سياحة الجولف، تعمل الوزارة على إعداد دراسة تطويرية لتحديد أولويات هذا القطاع وتنشيط الاستثمار فيه، نظرًا لتزايد الإقبال عليه من الأسواق الخارجية.

وتواصل وزارة التراث والسياحة تنفيذ برامج ترويجية مكثفة، وتطوير محتوى سياحي مبتكر، وتعزيز التعاون مع المؤسسات المحلية والدولية، بهدف رفع جاذبية سلطنة عُمان وترسيخ مكانتها على خارطة السياحة العالمية خلال موسم الشتاء الحالي والمواسم المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى