سماء سلطنة عُمان تترقّب ذروة زخة شهب التوأميات لعام 2025

مسقط في 10 ديسمبر 2025 /العُمانية/ تستعد سماء سلطنة عُمان مساء السبت وفجر الأحد 13 و14 ديسمبر الجاري لحدث فلكي بارز، إذ تبلغ زخة شهب التوأميات ذروتها متوقعةً أفضل ظروف رصد خلال الفترة التي تسبق شروق القمر.
وأوضح قاسم بن حمد البوسعيدي، رئيس لجنة الأرصاد والتصوير الفلكي بالجمعية العُمانية للفلك والفضاء، أن هذا العام يُعد من أفضل الأعوام لرصد التوأميات، نظرًا لوجود القمر في طور الربع الأخير بنسبة إضاءة تصل إلى 40 بالمائة، ما يتيح سماء أكثر ظلمة قبل شروقه عند الساعة 12:50 بعد منتصف الليل. وتتميّز شهب التوأميات بغزارتها ووضوح مساراتها، إذ يمكن أن يصل المعدل النظري للشهب في الظروف المثالية إلى نحو 120 شهابًا في الساعة، وتظهر غالبًا بألوان صفراء وخضراء ناتجة عن احتراق عناصر كيميائية أبرزها المغنيسيوم والصوديوم.

وأشار إلى أن دراسات حديثة نُشرت في عامي 2024 و2025 اعتمادًا على بيانات تلسكوب جيمس ويب ومهمة DESTINY اليابانية، كشفت أن الكويكب 3200 فايثون يحتوي على صوديوم غازي يتبخر بكميات كبيرة عند اقترابه من الشمس، ما يؤدي إلى إطلاق الجزيئات التي تُنتج زخة التوأميات. وهذا يفسّر ألوانها الزاهية مقارنة ببقية الزخات. كما تدخل الشهب الغلاف الجوي بسرعة تقارب 35 كيلومترًا في الثانية، مما يجعلها تبدو أبطأ وتشكّل أقواسًا لامعة قد تستمر لثانيتين قبل تلاشيها على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر.
وبيّن أن نقطة إشعاع الزخة ترتفع تدريجيًا في كوكبة التوأمين /الجوزاء/ خلال الليل، ما يخلق مشاهد فريدة بين الساعة 1 و4 فجرًا، أبرزها الشهب الأفقية الطويلة المعروفة بـ Earth-grazers التي تبدو وكأنها تنزلق بمحاذاة الغلاف الجوي قبل ارتفاع نقطة الإشعاع.
وأضاف البوسعيدي أن السماء خلال هذه الفترة تزدحم بالنجوم اللامعة مثل قلب الأسد والشعرى والدبران والعيوق ونجوم الثور والجوزاء وعنقود الثريا، إلى جانب ظهور عدد من الكواكب بلمعان متباين، أبرزها الزهرة بلونه الأبيض الساطع، والمشتري الذي يظهر أصغر حجمًا رغم لمعانه باعتباره أبعد من الزهرة بخمسة أضعاف، إضافة إلى زحل بلمعانه الذهبي وحلقاته الشهيرة.

وعن أفضل طرق الرصد، أكد ضرورة اختيار موقع مظلم بعيد عن التلوث الضوئي والعوائق كالأشجار العالية، مع توجيه النظر نحو الأفق الشرقي حتى ما قبل الفجر. واعتبر الظاهرة فرصة مميزة لهواة التصوير الفلكي لالتقاط صور تجمع بين الشهب والأجرام السماوية المختلفة، مشيرًا إلى أنها من الظواهر التي يمكن مشاهدتها بسهولة بالعين المجردة دون الحاجة لمعدات رصد خاصة.





