بالصور والفيديو : جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار»… شهادة الشيخ سعيد المغيري على الوجود العُماني في شرق أفريقيا

الجزيرة الخضراء- زنجبار- الواحة
تقرير- زاهر المحروقي
تصوير – سيف المحروقي

عاش الشيخ سعيد بن علي بن جمعة المغيري في الجزيرة الخضراء (بِمبا)، فكان أحد أعلامها البارزين، وشاهدًا على مرحلة مفصلية من تاريخ الحضور العُماني في شرق أفريقيا، جامعًا بين العلم والتاريخ والعمل الاجتماعي والاقتصادي.

وُلد الشيخ سعيد في عُمان سنة 1300هـ، في فلج المشايخ بناحية جعلان بني بوحسن بشرقية عُمان، ونشأ في كنف جده جمعة الذي تولّى تربيته. ثم أُرسل إلى زنجبار لطلب العلم على يد ابن عمه محمد بن جمعة، المقيم في الجزيرة الخضراء، حيث تلقّى علومه وتكوّنت شخصيته العلمية. وفي سنة 1333هـ عاد إلى عُمان لزيارة والده بعد سنوات من التحصيل والمعرفة.

وفي سنة 1351هـ، عيّنته حكومة زنجبار عضوًا غير رسمي في المجلس التشريعي، تقديرًا لمكانته وثقل حضوره، كما مُنح وسام الكوكب الدري من الدرجة الثانية. وبعد ذلك بثلاثة أعوام، رافق السيد خليفة بن حارب في رحلة إلى أوروبا لحضور حفلات تتويج الملك جورج السادس والملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يواصل رحلته إلى مصر.

وفي سنة 1357هـ، شرع الشيخ سعيد في تأليف كتابه المرجعي «جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار»، الذي يُعد من أبرز المؤلفات التوثيقية لتاريخ زنجبار، وقد لقي دعمًا من السيد خليفة بن حارب الذي أهداه عددًا من كتب التاريخ، فأسهم ذلك في إثراء مادته العلمية وتعزيز منهجه التوثيقي.

وإلى جانب اهتمامه بالتاريخ والعلم، كان الشيخ سعيد مزارعًا بارعًا، وصاحب شخصية قوية جعلته يُلقّب بـ«ديك الجزيرة»، لجرأته في الدفاع عن مصالح أهل بمبا ومطالبتهم بحقوقهم لدى الحكام. كما خلّف أثرًا واضحًا في المجالين التعليمي والديني، إذ أسّس المدرسة السعيدية في بلدة (ويته) تخليدًا لذكرى السيد سعيد بن سلطان، وشيد عددًا من المساجد والمدارس، وأسهم في فتح باب المتاجرة بين جزيرة بمبا وبرّ تنجانيقا بعد إغلاق دام أربعين عامًا.

في التقرير التالي، تواصل الواحة في نقل محطات عن الوجود العماني في شرق أفريقيا وفي هذا التقرير يزور الزميل زاهر بن حارث المحروقي منزل الشيخ سعيد المغيري، ومدرسته، ومسجده، في رحلة توثيقية تستعيد سيرة رجلٍ مثّل بكتابه ومواقفه شهادة حيّة على الوجود العُماني في شرق أفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى