أشخاص في حياتي -٢.. دكتور جعفر سليمان داوود

  • من ضوء القنديل إلى نور العلم –
    جزء -٣

الزمان : منذ الولادة إلى اليوم
المكان : مطرح وما ورائها

د حسن الموسوي

توطئة :
عندما طلبت من زميل الطفولة د جعفر أن يزودني بمعلومات عن حياته العلمية والعملية والأدبية فردّ علىّ قائلاً :
حاضر حبيبي حسون بحاول اشوف لك مسيرتي في الحياة الطويله المتعبه وكلها شقاء ونضال ، والحمد لله إنها توجت بنجاحات باهره في خدمة الناس والفقراء .

نعم كانت حياة هذا الرجل العصامي قصة كفاح طويلة جدا من بداية حياته وحتى الآن . وأنا عشت معه كل هذه السنوات الطويلة الصعبة ولكن كما يضيف هو :
كانت في حياتي محطات رائعه ، كانت كلها رضاً وطمأنينة واهمها صحبتك معي منذ الطفوله ثم البلوغ وبعدها السنوات الجامعية .


ولكن أصعب أوقات عمره كانت كما جاء على لسانه :
كانت أصعب المحطات وقاتلة لي وهي :
طلاقي ثلاث مرات وكانت هي أصعب الامور التي ما زلت أعاني منها ،وخاصة ابتعادي عن أولادي والذين احبهم . ولكن طليقاتي سامحهم الله فرضوا علىّ هذه الحياة القاسيه ولكني تجاوزتها بصلابتي وصبري والحمد لله .
وأخيراً ختم كلامه معي بالقول :
يجب ان نلتقي لنتحدث ؛ وإنني طوال شهر رمضان كنت ابحث عنك في مسجد السلام فلم أجدك ، ثم في مسجد البحارنة في القرم جئت عدة مرات فلم أجدك .
تحياتي العطره لك أخي العزيز……

والآن لنأتي على حياة هذا الصديق الصبور والعصامي الرائع ، فهذا الحديث عنه ليس مجرد كتابات وكلمات وسطور بل لنأخذ من هذا الجيل الذي عاش في الخمسينيات والستينيات معيشةً ضنكاً .

بدايات الصداقة :
كان تقي جعفر حسن أول شخص دخل في مسار حياتي والتي بدأت معه ما قبل التمهيدي . أما جعفر فأول ما تعرفت عليه كان من الصف الأول في المدرس السعيدية في مطرح . ولم يكن من التلاميذ الذين بدأوا من الصف التمهيدي . ولا بأس أن أذكر بعضهم : نجيب وأخوه محمود أولاد الخنجي ، بدر الخنجري ، يونس سبيل ، عبد الفتاح الخنجري ، تقي ، خالد حسن حسون ولا تحضرني أسماء أخرى .

التلميذ المثابر الأنموذج :
منذ بدايات السنة الدراسية إلى الصف السادس الابتدائي كان جعفر دوماً من أوائل التلاميذ ولا ينافسه إلاّ محسن أيوب . كان مثابراً على الواجبات المدرسية وكثيراً ما كنت أجده يستعين بالقنديل عندما يرخي الليل سدوله ، فأبقى معه حتى يحين وقت العشاء ، فأذهب إلى البيت ويظل هو ماسكاً القلم والدفتر والكتاب لا يعرف الكلل . وعند نهاية كل شهر تكون الإمتحانات ، وبكون مخرج مثابرته الأول أو الثاني ، فينال تشريف الجلوس على أول مقعد في الصف الذي يسع لثلاثة تلاميذ ، في كل صف مقعدين وعدد الصفوف كانت سبعة او ثمانية .

الدراسة المتوسطة :
كانت البحرين له المحطة الثانية الذي يمكث فيها إلاّ سنةً واحدةً . بعدها توجه إلى أبوظبي .

الدراسة الثانوية :
هنا في أبوظبي التقيت معه بعر فراق عام واحد . كان يسبقني عاماً واحداً . منذ عام ١٩٧٢ سافر إلى موسكو .

الدراسة الجامعية:
دخل كلية الطيب وبدأ بالسنة التحضيرية وبعدها درس الطب والجراحة ست سنوات ، حتى تخرج عام ١٩٧٩ .

الدراسة العليا :
درس التخصص في الكويت نظام أرب بورد لمدة ثلاثة أعوام و إرتقى إلى استشاري الأوعية الدموية ، وهو الآن متقاعد ويعمل في مستشفيات خاصة .

د حسن الموسوي
٦ شوّال ١٤٤٦
٥ أبريل ٢٠٢٥

زر الذهاب إلى الأعلى