القطاع الصناعي العُماني يحقق قفزة نوعية في أرباحه خلال الربع الثاني من 2025
مسقط في 7 سبتمبر /العُمانية/ سجّل القطاع الصناعي في سلطنة عُمان نمواً لافتاً خلال الربع الثاني من العام الجاري، بعد أن ارتفعت الأرباح المجمّعة للشركات الصناعية المدرجة في بورصة مسقط إلى نحو 24.47 مليون ريال عُماني، مقارنة بـ 4.25 مليون ريال فقط في الفترة نفسها من عام 2024، محققاً نسبة نمو تجاوزت 476 بالمائة.
ويعكس هذا الأداء المتقدم قوة القطاع الصناعي العُماني وقدرته على التكيّف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، وترسيخ مكانته كإحدى الركائز الرئيسة للاقتصاد الوطني.
وجاء هذا التحسن مدفوعاً بنتائج استثنائية لعدد من الشركات الكبرى، حيث تحولت شركة أوكيو للصناعات الأساسية من خسائر بلغت 3.38 مليون ريال في الربع الثاني من العام الماضي إلى أرباح قدرها 9.95 مليون ريال هذا العام. كما واصلت حديد الجزيرة نموها التصاعدي بنسبة 168 بالمائة لتسجل أرباحاً بلغت 2.05 مليون ريال. أما فولتامب للطاقة فحققت قفزة ملحوظة لتصل أرباحها إلى 2.69 مليون ريال مقارنة بـ 1.20 مليون ريال العام الماضي، فيما حققت شركة عُمان للمرطبات زيادة قياسية بنسبة 822 بالمائة لتسجل 1.23 مليون ريال، واستمرت المطاحن العُمانية في تعزيز أدائها مع ارتفاع أرباحها بنسبة 23 بالمائة.
في المقابل، تراجعت أرباح أسمنت عُمان بنسبة 32 بالمائة لتسجل 1.76 مليون ريال، كما زادت خسائر زجاج مجان إلى 0.39 مليون ريال. ومع ذلك، أظهرت شركات مثل ظفار للأغذية والاستثمار وريسوت للأسمنت مؤشرات إيجابية عبر تقليص خسائرها، مما يشير إلى تحسن تدريجي في أدائها.
وأوضح المهندس خالد بن سليم القصابي، مدير عام الصناعة بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن النتائج القوية تعكس متانة الصناعات العُمانية وقدرتها على مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، مؤكداً أهمية مواصلة الاستثمار في الصناعات التحويلية، وتشجيع الابتكار والتحالفات الاستراتيجية خاصة في القطاعات التي تواجه ضغوطاً تشغيلية كالأُسمنت والزجاج.
كما أكد أن الوزارة مستمرة في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة من خلال الحوافز والتسهيلات وتطوير البنية الأساسية للصناعة، بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الصناعية 2040، ويعزز دور القطاع الصناعي في دعم التنويع الاقتصادي.
من جانبه، أشار المهندس جاسم بن سيف الجديدي، المدير الفني لمكتب وكيل الوزارة للتجارة والصناعة، إلى أن القطاع الصناعي يمر حالياً بمرحلة تحول إيجابي غير مسبوق تقوده قطاعات حيوية مثل الصناعات الأساسية، والسلع الاستهلاكية، وقطاعات الطاقة، مؤكداً أن هذه القطاعات لا تكتفي بتحقيق النمو بل تقود عجلة التصنيع الوطني.
وأضاف أن الوزارة تعمل على معالجة التحديات التي تواجه بعض الصناعات مثل التشييد والبناء في ظل المنافسة الخارجية، من خلال مبادرات مبتكرة لفتح أسواق جديدة وزيادة تنافسية المنتجات العُمانية محلياً ودولياً.
وتعكس النتائج المسجّلة خلال الربع الثاني من عام 2025 نجاح الجهود الوطنية في دفع عجلة النمو الصناعي، وتؤكد على آفاق واعدة لمساهمته المتزايدة في الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات القادمة، انسجاماً مع رؤية عُمان الطموحة نحو مستقبل صناعي مزدهر.
