جهود لتعزيز الغطاء النباتي في شمال الباطنة

صحار في 10 سبتمبر /العُمانية/ تولي سلطنة عُمان اهتمامًا متزايدًا ببرامج التشجير وتوسيع المساحات الخضراء لمواجهة التحديات البيئية المرتبطة بتغير المناخ والتصحر والتوسع العمراني، وذلك انسجامًا مع رؤية عُمان 2040 التي جعلت من البيئة المستدامة أحد محاورها الرئيسة.

وقال ناصر بن حمود اليعقوبي، مدير إدارة البيئة بمحافظة شمال الباطنة، إن الإدارة تبذل جهودًا متواصلة على المستويات التشريعية والميدانية لدعم أهداف الاستدامة وزيادة الرقعة الخضراء، بالتوازي مع المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة، بهدف تحسين جودة الهواء وتلطيف الأجواء وتعزيز التنوع البيولوجي والمساهمة في الجهود الدولية للحد من تغير المناخ وتحقيق الحياد الصفري.

وأضاف أن الإدارة وضعت خططًا شاملة تغطي ولايات المحافظة كافة، مع إشراك مختلف فئات المجتمع في المبادرات البيئية ونشر الوعي بأهمية الغطاء النباتي، إلى جانب العمل على تطوير تقنيات حديثة في الزراعة والإدارة المائية. كما أطلقت مبادرات عدة مثل: “شجرة لكل بيت”، و”تشجير بيوت الرحمن”، و”استزراع الكسارات والمناطق الصناعية”، إضافة إلى برامج توعوية في المدارس والكليات والمجتمع المحلي.

من جانبه، أوضح خليفة بن سعيد المعمري، رئيس فريق الاستزراع في إدارة البيئة بولاية صحار، أن فريقًا متخصصًا شُكّل لتنفيذ المبادرة الوطنية من خلال استزراع الأشجار وتوزيع الشتلات وزراعة أشجار القرم في الأخوار، فضلًا عن متابعة وضبط التعديات على الغطاء النباتي والحياة البرية.

وأشار إلى أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية تمت زراعة أكثر من 75 ألف شتلة وتوزيع نحو 45 ألف شتلة، ونثر وغرس أكثر من ثلاثة ملايين بذرة، مع تنفيذ مشاريع مثل إنشاء المسورات والمشاتل في ولايات شناص والسويق وصحار، والعمل الجاري على إنشاء متنزه بمدينة الطيب بولاية لوى لزراعة الأشجار البرية.

وبيّن أن هناك مشاريع مستقبلية قيد التنفيذ، من أبرزها مشروع “الذاكرة النباتية” في صحار، وتوسعة مسور شناص إلى ضعفي مساحته الحالية، إلى جانب إنشاء مشاتل جديدة بدعم من القطاع الخاص لتلبية الطلب المتزايد على الشتلات.

وتُجسد هذه الجهود نموذجًا للعمل المشترك بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص لتحقيق أهداف الاستدامة البيئية، رغم التحديات التي تواجهها مثل ندرة المياه والظروف المناخية القاسية في بعض المناطق.

زر الذهاب إلى الأعلى