عُمان تنظّم حوارًا دوليًّا رفيع المستوى حول مبادرة الصحة والسلام

نيويورك في 24 سبتمبر /العُمانية/ نظّمت سلطنة عُمان اليوم حوارًا دوليًّا رفيع المستوى بعنوان “الوحدة في العافية: تعزيز السلام من خلال الصحة العالمية”، وذلك بالشراكة مع فنلندا والصومال والسودان وسويسرا واليمن، على هامش أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمقر المنظمة في نيويورك.

وأكّد معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، في كلمته، أنّ سلطنة عُمان جعلت من الحوار والتفاهم والتعاون ركائز ثابتة لسياستها الخارجية، مشيرًا إلى أن الصحة تمثّل جسرًا لبناء السلام عبر تعزيز الثقة، وتماسك المجتمعات، وزيادة القدرة على مواجهة النزاعات والهشاشة.

وأوضح معاليه أنّ السلطنة ملتزمة برؤية وأهداف خارطة الطريق لمبادرة “الصحة من أجل السلام”، التي تقودها منظمة الصحة العالمية، بما يضمن أن تكون البرامج الصحية شاملة ومنصفة وتشاركية ومستدامة، مؤكّدًا أنّ المبادرة لا تقتصر على إنقاذ الأرواح، بل تسهم في ترسيخ التماسك الاجتماعي والاستقرار.

وأشار معاليه إلى التحديات التي تواجهها المنطقة والعالم نتيجة النزاعات الممتدة وحالات الطوارئ، وما تسببه من نزوح وتدهور في النظم الصحية، مما يجعل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مثل هذه الظروف أمرًا معقدًا ما لم تُكيّف الاستجابات لتقليل حدة الأزمات وتعزيز القدرة على تقديم الدعم.

وشدّد معاليه على استمرار دور سلطنة عُمان كجسر للتواصل بين الأمم وتحويل التحديات المشتركة إلى فرص من أجل عالم أكثر صحة وسلام.

وتضمّن الحوار عروضًا مرئية لعدد من الخبراء الدوليين، حيث استعرض الدكتور عبدالله بن حمود الحارثي مستشار وزير الصحة لشؤون التعاون الدولي، دور سلطنة عُمان في مبادرة الصحة والسلام، فيما قدّمت السيدة إليزابيث ماري سبيار – مساعد الأمين العام للأمم المتحدة – عرضًا عن جهود إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام. كما تناول الدكتور محمد يعقوب جنابي المدير الإقليمي لأفريقيا بمنظمة الصحة العالمية العلاقة بين الصحة والسلام، في حين ركّز الدكتور أسموس هامرِش مدير الأمراض غير السارية بإقليم شرق المتوسط على واقع الأمراض غير السارية في حالات الطوارئ.

كما قدّمت الدكتورة إنما فاسكيز، رئيسة الدبلوماسية الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، عرضًا حول حماية الرعاية الصحية والعاملين الصحيين أثناء النزاعات، بينما اختتمت الدكتورة بيث ستينشومب، ممثلة الاتحاد الدولي لجمعيات طلبة الطب، سلسلة العروض بموضوع “دور الشباب في المبادرة العالمية للصحة والسلام”.

وأفضى الحوار إلى إطلاق التزامات جديدة لإدماج الصحة والسلام في السياسات الوطنية والدولية، ورفع توصيات إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لدعم الأجندة الصحية والسلمية على مستوى العالم، مع التأكيد على أهمية تبادل التجارب وتعزيز الشراكات متعددة القطاعات لبناء أنظمة صحية أكثر صمودًا واستقرارًا.

يُذكر أن المبادرة العالمية للصحة والسلام (GHPI) أطلقتها سلطنة عُمان وسويسرا في نوفمبر 2019 بعد مشاورات في جنيف شارك فيها ممثلون عن 24 دولة وشركاء دوليين، وتبنّت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية قرارًا بشأنها في مايو 2024، حيث تواصل المنظمة تفعيلها عبر مسارات عمل مختلفة لتعزيز ارتباط الصحة بجهود تحقيق السلام.

زر الذهاب إلى الأعلى