الفن التجريدي.. لغة الإحساس التي تتحول إلى لون وحركة

مسقط في 6 أكتوبر /العُمانية/ يمثل الفن التجريدي فضاءً يتيح للفنان التحرر من قيود الشكل الواقعي والغوص في أعماق الذات، حيث تتحول المشاعر إلى ألوان، والانفعالات إلى خطوط، والذكريات إلى حركات، مما يجعل المتلقي شريكًا في تجربة العمل الفني ويمنحه مجالًا واسعًا للتأمل والتفاعل الشخصي.

وقالت دعاء بنت سيف الفارسية، أستاذة قسم الفنون بجامعة نزوى، في حديث لوكالة الأنباء العُمانية: “منذ بداياتي شكّل الرسم بوابة أساسية لفهمي للفن كوسيلة للتعبير والتأمل، وليس مجرد أداة بصرية. هذا الشغف انعكس على أسلوبي في التدريس، حيث أسعى إلى تعزيز عقلية الفنان المبدع لدى الطلبة، القائمة على التجريب والمرونة والتفكير خارج الأطر التقليدية”.

وأضافت: “خبرتي في مجال التصميم ساعدتني على ربط الجانب التجريدي بالفكر التصميمي، وتدريب الطلبة على تحويل المجرد إلى هوية بصرية أو فكرة اتصالية تخدم السياقات المعاصرة في الإعلام والعلامات التجارية ووسائل التواصل الاجتماعي. نسعى من خلال دمج الفن الحر بالتفكير التصميمي إلى بناء عقول مبدعة وواعية بدورها في المجتمع”.

وأشارت الفارسية إلى أن الفن التجريدي يتميز بالتحرر من التمثيل الواقعي، إذ يركز على الأشكال والألوان والخطوط كوسائل للتعبير الفني، ما يمنح الفنان حرية أكبر للتعبير عن أفكاره ومشاعره، ويتيح للمتلقي مساحة للتأويل والتفاعل الشخصي مع العمل.

وأضافت: “تتنوع أساليب الفن التجريدي بين التجريد الهندسي الذي يعتمد على الأشكال المنتظمة، والتجريد التعبيري الذي يركز على الحركة والانفعالات، وأسلوب التنقيط والكولاج والمواد المختلطة التي تضيف بعدًا جديدًا للأعمال. كما أن التقنيات المستخدمة تلعب دورًا جوهريًا في نقل الفكرة، إذ يصبح ملمس اللون أو شفافيته جزءًا من التجربة البصرية والشعورية للعمل الفني”.

وأوضحت أن لكل عمل تجريدي رسالة ضمنية، فلسفية أو إنسانية أو حتى سياسية، تُقدّم عبر رمزية بصرية وحسية، ما يتيح لكل مشاهد استقبال المعنى وفق تجربته وثقافته، ليصبح بذلك شريكًا في إنتاج المعنى.

وأكدت الفارسية أن التفاعل مع الفن التجريدي تجربة حسيّة وروحية، حيث يجد البعض فيه الغموض والحرية، بينما يراه آخرون مساحة للتأمل والاستماع للصوت الداخلي أثناء مشاهدة الأعمال الفنية.

وقد شاركت دعاء الفارسية في العديد من المعارض المحلية والدولية، منها معرض “الوضوح” عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا، ومعرض يوم المرأة العُمانية في قصر البستان بلوحة “أجواء سعيدة”، ومعرض “من الفكرة إلى التحفة الفنية” بلوحة “ذات”. كما عرضت أعمالها دوليًا في معرض بونينغتون نوتنغهام بتسع لوحات بعنوان “صالون عائلتي”، ومؤخرًا في معرض ويركسوورث بلندن بلوحة “أربع نساء”.

زر الذهاب إلى الأعلى