رصد المذنب “ليمون” في سماء سلطنة عُمان ضمن ظاهرة فلكية نادرة لعام 2025

مسقط في 21 أكتوبر /العُمانية/ أعلنت الجمعية العُمانية للفلك والفضاء عن نجاحها في رصد وتصوير المذنب “ليمون” (C/2025 A6) من سماء سلطنة عُمان، في حدث سماوي يُعد من أبرز الظواهر الفلكية خلال عام 2025م.
وأوضح إبراهيم بن محمد المحروقي، نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، أن عملية الرصد تأتي ضمن جهود الجمعية المستمرة في متابعة وتوثيق الأحداث الفلكية البارزة، مشيرًا إلى أن المذنب يُتوقّع أن يكون من ألمع المذنبات خلال العام بسطوع يصل إلى قدر ظاهري (4)، ما يجعله قابلًا للرؤية بالمناظير الفلكية، وربما بالعين المجردة في المناطق البعيدة عن التلوث الضوئي.
وبيّن المحروقي أن المذنب “ليمون” يُعد من المذنبات طويلة الدورة المدارية، إذ يُكمل دورة واحدة حول الشمس كل نحو 1,200 عام، وقد شهد مداره تغيرًا نسبيًّا بعد مروره بالقرب من كوكب المشتري في أبريل 2025م.
وأضاف أن المذنب وصل إلى أقرب نقطة له من الأرض في 21 أكتوبر الجاري على مسافة تُقدّر بـ 0.60 وحدة فلكية (حوالي 89.7 مليون كيلومتر)، وسيبلغ أقرب نقطة من الشمس (الحضيض الشمسي) في 8 نوفمبر المقبل عند مسافة 0.53 وحدة فلكية (نحو 79.3 مليون كيلومتر)، موضحًا أن هذه الفترة تُعد مثالية لرصده من سماء سلطنة عُمان، خصوصًا خلال الليالي المظلمة في نهاية أكتوبر.
وأشار إلى أن المذنب يُرى من خلال المناظير كنواة مضيئة يتبعها ذيل غازي بلونٍ أخضر، وقد تمكن المصور الفلكي علي بن ربيعة الكندي – عضو الجمعية – من توثيقه من محمية الحجر الغربي لأضواء النجوم، حيث يظهر المذنب بذيلٍ مائل إلى الزرقة ناتج عن تفاعل الغازات المتطايرة من نواته، مثل ثنائي الكربون (C₂) والسيانوجين (CN)، مع الأشعة فوق البنفسجية للشمس، ما يؤدي إلى إصدار توهجٍ أخضر مميز. أما الذيل الممتد فيتكوّن من الغبار والجزيئات التي تدفعها الرياح الشمسية بعيدًا عن الشمس، في مشهد سماوي لافت يمكن مشاهدته من السلطنة خلال هذه الفترة.
وأكد المحروقي أن رصد هذا المذنب الذي لا يزور النظام الشمسي الداخلي إلا مرة كل أكثر من ألف عام يُعد فرصة نادرة للجيل الحالي، ويجسّد أهمية التوثيق العلمي والرصد الفلكي في تعزيز المعرفة ونشر الوعي بالظواهر الكونية.
وأشار إلى حرص الجمعية العُمانية للفلك والفضاء على تعزيز الحضور العُماني في الساحة الفلكية العالمية، وتشجيع الهواة والمهتمين على متابعة الأحداث السماوية، انسجامًا مع رؤية “عُمان 2040” التي تُولي اهتمامًا كبيرًا بمجالات العلوم والتقنية والابتكار.





