وادي الأبيض بولاية نخل.. وجهة سياحية تجمع بين جمال الطبيعة وثراء التراث في جنوب الباطنة

نخل في 22 أكتوبر /العُمانية/ يعدّ وادي الأبيض بولاية نخل في محافظة جنوب الباطنة من أبرز الوجهات السياحية الطبيعية التي تستقطب الزوار ومحبي المغامرة والاستكشاف، لما يتميز به من مناظر خلابة وبيئة هادئة تتوزع على امتداد مجراه البرك المائية ومواقع التخييم البعيدة عن المناطق السكنية والطرق الرئيسية.
ويمتد مسار الوادي من أعالي قمم جبال الحجر الغربي، مرورًا بعدد من القرى والبلدات الزراعية وصولًا إلى السهول الواقعة بين البحر والجبل، قبل أن يصب في بحر عُمان، مشكّلًا لوحة طبيعية تجمع بين الجبال والواحات الخضراء.

وأوضح الدكتور المعتصم بن ناصر الهلالي، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة جنوب الباطنة، في تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية، أن تسمية وادي الأبيض جاءت من التكوينات الجيولوجية التي تميزه، إذ تنتشر في أرجائه الصخور البيضاء التي أكسبته هذا الاسم، مشيرًا إلى أن الوادي يضم مجموعة من القرى الصغيرة مثل الحلة العالية، والمعترض، والخطم، والحصين، والمختبية، والصلية، وقلقل، ووادي أبو ذهبة، والروضة، والسيح، والجزيرة، والكثيب، وكثيب الرأس، والغبيرة، والمحيدث، والشوعية، والسعادة وغيرها.
وبيّن الدكتور الهلالي أن الوصول إلى عمق الوادي ومواقع التخييم يتطلب استخدام مركبات الدفع الرباعي نظرًا لوعورة التضاريس ووجود مجاري مياه وتكوينات صخرية، ما يجعل تجربة زيارة الوادي مليئة بروح المغامرة والتحدي لعشاق الاستكشاف.

وأشار إلى أن الوادي يتمتع بغطاء نباتي متنوع، إذ تنتشر فيه مزارع الأهالي التي تضم أشجار النخيل والفواكه والحمضيات، إلى جانب النباتات البرية التي تنمو طبيعيًّا مثل السمر والسدر والحلف والسرح والخزامى والحرمل والجعدة والعسبق والمقل والصومر وغيرها من النباتات العُمانية المعروفة.
وأضاف أن نظام الري في الوادي يعتمد على مياه الأفلاج التي تُدار وفق نظام تقليدي دقيق يُعرف بـ “الأثر والبادة”، وهو أسلوب يعتمد على حساب الزمن باستخدام حركة الظل وضوء الشمس والقمر والنجوم، موضحًا أن من أشهر أفلاج وادي الأبيض: فلج العبتري، وفلج الخطم، وفلج الشاغي، وفلج الحصين، وفلج السدر.
وفي الجانب التراثي، أشار الدكتور الهلالي إلى أن الوادي يضم عددًا من المعالم التاريخية مثل بيت العود وبرج الخطم وبرج المرفع وبرج الصلية، التي تعكس تاريخ المنطقة وعراقة عمرانها التقليدي.
كما أوضح أن وادي الأبيض يُعد موقعًا مهمًا للباحثين في علم الجيولوجيا، إذ يحتوي على طبقات صخرية تمثل الحد الفاصل بين القشرة المحيطية وصخور الوشاح (المعروفة بطبقة الموهو)، وهي من الظواهر الجيولوجية النادرة التي يمكن مشاهدتها بوضوح في السلطنة.
ويبعد وادي الأبيض عن طريق السلطان قابوس بنحو 28 كيلومترًا، وعن طريق الباطنة السريع 14 كيلومترًا، بينما يبعد حوالي 22 كيلومترًا عن طريق بركاء – نخل، ويُعد من الأودية دائمة الجريان. ورغم انخفاض منسوب مياهه خلال الفترة الماضية بسبب قلة الأمطار، فإن أجزاءه العميقة لا تزال تحتفظ بالمياه، ما يحافظ على غطائه النباتي وجمال بيئته الطبيعية، ليبقى وجهة سياحية مستدامة لزوار محافظة جنوب الباطنة.





