المماشي الصحية والمنتزهات في جنوب الباطنة.. مشاريع حضارية تعزز نمط الحياة الصحية

الرستاق في 22 أكتوبر /العُمانية/ تمضي محافظة جنوب الباطنة في تنفيذ سلسلة من المشروعات النوعية لتطوير المماشي الصحية والمنتزهات العامة في مختلف ولاياتها، ضمن جهودها الرامية إلى إيجاد بيئات حضارية آمنة وجذابة تشجع على ممارسة النشاط البدني وتوفير متنفس ترفيهي يسهم في تعزيز جودة الحياة.
وتتضمن الخطة التنموية للمحافظة حتى عام 2025 إنشاء أربعة مشروعات جديدة للمماشي الصحية في عدد من الولايات، إلى جانب تنفيذ (18) مشروعًا لإنشاء المنتزهات داخل الأحياء السكنية، لتكون قريبة من السكان ومجهزة لتلبية احتياجاتهم الترفيهية بشكل مستدام.
وتمثل هذه المشروعات، بمساحاتها الخضراء الرحبة ومرافقها الخدمية المتنوعة، متنفسًا طبيعيًا يعزز الصحة النفسية والبدنية، ويتيح للأفراد والعائلات قضاء أوقات ممتعة في أجواء هادئة بعيدة عن ضغوط الحياة اليومية. كما تُسهم المنتزهات في توطيد العلاقات الاجتماعية وتعزيز روح المشاركة والتواصل بين أفراد المجتمع.

وتركز محافظة جنوب الباطنة من خلال هذه المشاريع على تحقيق ثلاثة أبعاد تنموية رئيسية؛ الاجتماعي عبر توفير مرافق ترفيهية وخدمية ترفع من مستوى رفاهية المواطنين والمقيمين، والبيئي من خلال زيادة الغطاء النباتي وتحسين جودة الهواء وتقليل نسب التلوث، والاقتصادي عبر تعزيز جاذبية المدن ورفع قيمتها الجمالية والاستثمارية.
وبحسب الإحصاءات الصادرة عن المحافظة، بلغ عدد مشروعات تطوير الحدائق والمتنزهات والمساحات الخضراء حتى عام 2025 نحو (41) مشروعًا، بمساحة تشجير إجمالية تُقدّر بـ(189,735) مترًا مربعًا، وزُرع خلالها (9,652) شجرة وشجيرة. وتشير الأرقام إلى نمو ملحوظ في العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، إذ ارتفع عدد المشاريع من (9) إلى (24) مشروعًا بنسبة زيادة بلغت (2.6) مرة، وازداد حجم المسطحات الخضراء من (14,318) إلى (175,417) مترًا مربعًا بنسبة نمو بلغت (12.3) مرة، كما ارتفع عدد الأشجار المزروعة من (1,160) إلى (8,492) شجرة بنسبة نمو بلغت (7.3) مرات.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور محمد بن سيف الهطالي، اختصاصي أول طب أسرة بمستشفى وادي بني غافر بولاية الرستاق، أن هذه المشروعات تُعد من الركائز المهمة لتعزيز صحة المجتمع، موضحًا أن التطور الحضاري المتسارع يصاحبه تحديات صحية عديدة أبرزها أمراض السمنة والقلب والسكري وارتفاع ضغط الدم، الناتجة عن قلة النشاط البدني وتغير أنماط الحياة.
وأضاف أن توفير المماشي الصحية ومسارات الدراجات الهوائية داخل الأحياء والمنتزهات يُسهم في خلق بيئة صحية تشجع على الحركة والنشاط، وتساعد الأفراد على ممارسة الرياضة بأمان بعيدًا عن زحام المركبات، مؤكدًا أن الاهتمام بمثل هذه المشاريع هو استثمار في صحة الإنسان وتنمية المجتمع في آن واحد.





