النادي الثقافي يُطلق الملتقى الثقافي الثالث بولاية مقشن

مقشن في 27 أكتوبر /العُمانية/ انطلقت اليوم بولاية مقشن بمحافظة ظفار فعاليات الملتقى الثقافي الثالث الذي ينظمه النادي الثقافي بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان، وتستمر حتى 18 نوفمبر المقبل، متضمنة ثلاث مراحل أدبية وثقافية تهدف إلى توسيع نطاق العمل الثقافي خارج محافظة مسقط، وتعزيز التواصل بين المبدعين في مختلف مناطق سلطنة عُمان.

وأوضح الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي، أن تنظيم الملتقى في مقشن يأتي ضمن رؤية النادي لترسيخ اللامركزية الثقافية وإيصال الفعل الثقافي إلى مختلف المحافظات، بما يعزز التكامل بين المركز والأطراف في المشهد الثقافي العُماني. وأضاف أن سلطنة عُمان تسعى إلى تحقيق انتشار ثقافي متوازن يعكس التنوع الجغرافي والبيئي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن الثقافة ليست حكرًا على المدن الكبرى، بل هي شبكة من العلاقات والمعاني تُبنى عبر تفاعل الإنسان مع محيطه المحلي.

وبيّن الدكتور البلوشي أن اختيار مقشن لتنظيم الملتقى يحمل دلالات رمزية عميقة، فهي منطقة تمتاز بخصوصيتها البيئية وتاريخها العريق، وتمثل الصحراء فيها فضاءً للإلهام والتأمل. وأوضح أن البرنامج صُمم ليتماشى مع البيئة الصحراوية الغنية بالرموز والدلالات الثقافية، حيث يضم ورشًا فنية وحلقات تدريبية وأمسيات شعرية وجلسات حوارية تربط بين الموروث الثقافي والمعاصرة.
وأشار إلى أن الملتقى يستهدف مختلف فئات المجتمع، مع تركيز خاص على طلبة المدارس والأمهات والمعلمين، إيمانًا بأن الثقافة تبدأ من التعليم وأن الأم والمعلم هما حجر الأساس في بناء الوعي المجتمعي. وتشمل حلقات العمل عناوين متنوعة منها: “كيف تحكي حكايتك”، و*“تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحراء”، و“صناعة المجسّمات الفنية بالرمل والطين”، و“كيف أصنع طفلًا قارئًا”*، وجميعها تسعى إلى الدمج بين التراث والتقنية وفتح آفاق الإبداع أمام المشاركين.

وبيّن الدكتور البلوشي أن الملتقى يسهم في إعادة اكتشاف التراث المحلي من منظور معاصر، وتحويل الذاكرة الشعبية إلى طاقة متجددة تساهم في بناء المستقبل، مشيرًا إلى أن النادي الثقافي يهدف من خلال هذه الملتقيات إلى بناء شبكة ثقافية وطنية تمتد عبر المحافظات، لتكون كل ولاية محطة فاعلة في خارطة الثقافة العُمانية.
وأكد أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا للتعاون بين القطاع الثقافي والقطاع الخاص، موضحًا أن دعم شركة تنمية نفط عُمان للملتقى يعكس إيمانها بدور الثقافة في التنمية المستدامة، وأن الشراكة بين المؤسسات الاقتصادية والثقافية تسهم في تمكين الإنسان وتعزيز الهوية الوطنية.

ويضم الملتقى ثلاث مراحل؛ تبدأ الأولى بحلقات أدبية وفنية متنوعة، تليها مرحلة تدريبية في التمثيل المسرحي بإشراف الفنان أسعد بن سالم السيابي، بينما تختتم المرحلة الثالثة بجلسات حوارية حول التراث الطبيعي والثقافي في مقشن وأمسية شعرية لشعراء من محافظة ظفار.
يُذكر أن النادي الثقافي نظّم نسختي الملتقى السابقتين في ولايتي هيماء بالوسطى (2023م) وشليم وجزر الحلانيات بظفار (2024م)، ضمن مشروعه الرامي إلى نشر الثقافة وتعزيز الحضور الإبداعي في مختلف ربوع سلطنة عُمان.





