الحرف اليدوية التقليدية في مطرح..صنعة الأواني الفخارية (٣)

بقلم : د حسن الموسوي

*توطئة* : هذه هي الحرفة الأخرى من الحرف اليدوية التقليدية في مطرح . سأتطرق هذه المرة عن الصنعة المذكورة وعن كادحين كانا هما الوحيدان اللذين يعملان بهذه الحرفة في مطرح . سأسلط الضوء كل مرة بواحدة من هذه الحرف والتي أغلبها إندثرت .وأهم تلك الحرف اليدوية التقليدية في ذلك الزمان كانت هي كالتالي : الحدادة أو نافخ الكير ✔️صنعة الصفارين✔️صنعة أواني الخزف ✔️صنعة مشتقات الخوصصنعة دبغ الجلود صنعة صبغ الأقمشة صنعة الصياغة صنعة النجارة صنعة الخياطة اليدوية وتنجيم الكميم*من كانوا أصحاب هذه الصنعة* بحكم إنني لا أتذكر شخصيا أحدا من أصحاب هذه الحرفة في مطرح ؛ فدعوت نفسي بالإستقصاء ممن هم الأقرب إليهم . فكان ردّ ذلك هو هذا الذي ما دار بيني وبين أحد ممن جاورهم .قلت له : هل الميمنيون هم أصحاب حرفة صنعة الأواني الفخارية ؟قال : قبيلة البرام هم أصحابها وليس الميمنيون . كانوا موجودين في حارة معانا . سألته لمزيد من التأكيد : يعني البرام شغلهم كان صناعة الجحال في گمبار ؟ قال : نعم والمرحوم جمعه والمرحوم حسن كانوا يسووا جحال ؟ لم أعد أتذكر لا المرحوم جمعة ولا المرحوم حسن ؛ فالذاكرة لا تسعفني ؛ ولكنني عندما أرى صورة أحد من هؤلاء الأوليين حينها تسعفني الذاكرة اليوم . لكني لم أحصل على صورة المرحومين المذكورين . *گمبار في مطرح*گمبار هو المكان الذي يقع على يمين عقبة نازي مويا وأنت أتٍ إليها من جبرو ويقع تحت سفح البرج القديم على الجبل المطل على نازي مويا من جهة ومن جهة أخرى على گمبار . كان هناك بيت قديم من طين فيه عدة أقواس أشبه ما يكون بالمسجد . هذا البيت هو المكان الوحيد الذي كان يصنع فيه الأواني الفخارية المختلفة شكلاً وحجماً . كانت قبيلة البرام هم أصحاب هذه الصنعة ولم أعد أتذكر إسم أحد ولا حتى وجوه واحد منهم .*يومياتي في گمبار*كنت بشكل دائم أخطف بمحاذاة هذه الورشة الصغيرة وكان ذلك في الخمسينيات من القرن الماضي عندما كنت أحضر إلى كتّاب على عقبة نازي مويا وكانت أمرأة هي التي كانت تعلمنا قراءة القرآن الكريم . كلما كنت أمشي قريب الگمبار أرى رجلاً في وزار وقميص يعمل في هذا المكان وقد إغبرّ وشحب وجهه مِن تراكمات بقايا الطين والغبرة وحرقة الشمس والنار . كان في الفضاء الخارجي المحيط بالبيت عشرات الأواني الفخارية من الحببة والجحال والخرس وقد أصطفت بشكل مرتب وجميل . لم أدخل هذا المخزن لأرى ما في داخله لأن عمري الصغير لم يتجاوز يومذاك سبع سنوات . لذا لم يكن فيّ الفضول والجرأة أن أفعل شيئاً ربما يكون لا يروق ذلك لصاحب العمل . *بيع الأواني الفخارية*كان هذا المكان الوحيد مصدر إنتاج الأواني الفخارية ؛ وكان شراء وتوزيع الأواني يتم من هذا المكان إلى ما يحتاجه السوق في مطرح وأطرافها القريبة .أتذكر سلمان أسد ووالد أحمد الميمني الذي كان بيتنا ملاصق لبيتهم هما أحدى الأشخاص اللذين كانا يبيعان هذه الأواني الفخارية إلى جانب بيعهما أدوات الصيد والحبال والملح البحري . لم تكن تلك الأواني في محل سلمان أسد ووالد أحمد الميمني إلاّ من تلك الأواني الفخارية التي كانت من صنعة المرحوم جمعه والمرحوم حسن رحمة الله عليهما.

د .حسن الموسوي

زر الذهاب إلى الأعلى