ولميدان الفتح عودة في النهضة المتجددة

حمود السيابي

—————————-
حمود بن سالم السيابي
——————————
عاد “ميدان الفتح” إلى أجندة الاِحتفالات وإنْ تقادمَ العهد على آخر العروض فللخيول فسحة لترد الماء ولتمسِّد أعرافها وتتزيَّا وتصهل.
وزحفت الطوابير والمراييل وحقائب الظهر وصرير أقلام الرصاص على دفاتر الواجبات لتمد النهارات المدرسية في التقويم الوطني ، فقد بدأ العام الآن وللأناشيد تتمة.
وانطلقت المهرجانات التي ظنَّ البعض أنها قد نُسِيَتَ وما عادَ في “البارض” العماني الكثير من السعة للابتهاج ، لتؤكد أن شجرة الفرح نفضتْ عن نفسها ما نسيه الخريف وأنَّ الربيع الطَّلق قد أتى.
وفي هذا اليوم المسقطي البارد سيحتشد العمانيون من أقصى الوطن إلى أقصاه ليلبُّوا صوت النهضة فقد نادى “بأن يهبوا جمعا وفرادى” لحضور مهرجان “نهضة عمان المتجددة” المقام تحت الرعاية السامية الكريمة لمولانا الهيثم بن طارق المعظم ابتهاجا بالذكرى الخامسة لتولي جلالته حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم.
وسيعطي سيد عمان الأمْر ببدء الحفل الذي لن يختتم بتلويحة اليد المهنئة للحشود ، بل ليخط سيد الوطن في الأفق أمر انطلاق الاحتفالات في أكثر من استاد وميدان وموقع ومناسبة.
وسيرسم ثمانية آلاف مشارك ومشاركة خمس لوحات مهداة لسيد الوطن في ذكرى تقلُّده الأمر ليسير بعمان إلى العلياء فيكبر بها وتكبر به ، ويكبر معها وتكبر معه.
وإذا كنا قد فُجِعْنا برحيل أعز الرجال فعلينا أن نتداوى بالفرح ، فعُمان لن تبنيها إلَّا الأنفس التي لا تنكسر.
والخلف سيتقوَّى بميراث السلف ليتعاظم حضور عُمان حيث يجب أن تكون تحت الشمس.

“إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ”

ولمجرد ذكر “ميدان الفتح” تصطخب الأعمار بوجوه ننحني إجلالا لعبورها في الأذهان رغم أنها لم ولن تفارقها.
وتغالبنا الأدمع لتذكُّر مناسبات كانت هنا حين نستدعيها رغم أنها تساكننا وتسكننا.
ولربما جنحَ الخَيَال ببعضنا فظنَّ أن “ميدان الفتح” بات من الماضي ، فإذا بالميدان يشعل كشَّافاته ويعزف السلام السلطاني فيقف الجميع ليرددوا مع العزف كلمات السلام.
لقد بدأ الغد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى