عند ضريح مؤسس الدولة البوسعيدية

حمود السيابي

————————
حمود بن سالم السيابي
—————————————
لطالما زرنا الرستاق إلا أنها المرة الأولى التي نقترب فيها من مضجعك وأنت المسجَّى بين قيد الأرض وقلعة الرستاق.
ومن توافقات الأقدار ومحاسن الصدف أن تكتب لنا الزيارة ودولتك البوسعيدية الشامخة تقرُّ اليوم نظاما أساسيا جديدا للدولة يتم بمقتضاه وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم وبيان مهام واختصاصات ولي العهد.
وعبر الطريق إليك كانت عمان من أقصاها إلى أقصاها تستمع للمرسوم السلطاني فتستعيدك عمامة وسيفا.
وكنتُ وابني مازن في السيارة نغذُّ السَّيْر إليك لنهنئ مقامك السامي بهذا الرسوخ الذي يتابعه العالم فعمان العظيمة كعهدك بها سيدنا تنفق من قوتها لتبقي على الحصون المنيعة رايات للعنفوان.
وتعزز قدراتها البحرية وفي ذاكرتها مركبك الرحماني.
وتجدد شبابها بأبنائك وأحفادك فدولتك البوسعيدية ولدت لتستمر.
ندخل برزخك سيدنا والمذيع ينهي آخر جملة في المرسوم السلطاني السامي وكأنَّا بك تستمع إليه مع عُمان فتخرج في بردتك الرسمية لتخضِّب مواد المرسوم بأدمع فرحك ككل أب يتابع نجاحات الأبناء.
وعند آخر سطر في المرسوم الصادر من أبنائك العظام ترفع أكفَّ الضراعة والشكر لله فالعهدة البوسعيدية مصانة والأبناء على خطى الآباء.
وقبل أن ننهي زيارتك ونمشي خطوات بما يليق بتوديعك نطالع رضاك عن المتغيرات في النظام الأساسي للدولة في شموخ قلعة الرستاق التي تسامت أمام أعيننا فبلغ العُلُوّ مداه.
وإذا ببرج الريح في القلعة لا تهزه الريح ، وبرج الشياطين فيها يرجم الشياطين.
ونخرج من عنفوان المكان لتحتوينا الرستاق ومعنا الدولة البوسعيدية الشامخة بك وبسلطان بن أحمد وسعيد بن سلطان وتركي بن سعيد وسعيد بن تيمور وقابوس بن سعيد وهيثم بن طارق.
ومنذ أن كسر مركبك السلسلة في شط العرب واصل أبناؤك سيدنا كسر عشرات السلاسل المعلقة على الخلجان والمضائق والشطوط ليمدُّوا جسورهم الأوثق مع العالم.
إنَّ بعض الدول تشيخ وتهرم.
إلا دولتك سيدنا.
تكبر.
وتكبر.
وتكبر.
———————————

  • الرستاق في ١١ يناير ٢٠٢١م.
    ** أعيد نشره مع الإعلان السامي بجعل العشرين من نوفمبر من كل عام يوم احتفال لسلطنة عمان تستذكر فيه مؤسس الدولة البوسعيدية الإمام السيد أحمد بن سعيد البوسعيدي عام ١٧٤٤م. وما تلاه من عهود السلاطين العظام.
  • الصور من زيارة الضريح في العاصمة الرستاق ، وزيارات في مناسبات مختلفة لقلعة الرستاق وأخرى لصحار حيث كان واليا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى