ويبقى كتاب محافظة شمال الشرقية مفتوحا لا يغلق

( شمال الشرقية ضيف شرف بمعرض مسقط الدولي للكتاب )
✍️عبدالله بن حمد بن محمد الحارثي
٥ ذو القعدة ١٤٤٦ هـ
٣ مايو ٢٠٢٥م

” لقد كان لأسواق الشعر والادب في الجاهلية والاسلام دور كبير في ابراز الشعراء والادباء فسوق عكاظ – وسوق ذي المجاز ، – وسوق مَجنَّة – و سوق المِرْبَد احد هذه الاسواق التي اشتهرت عند العرب وكان لها صيت كبير خلدها التاريخ وخلد شعرائها ومرتاديها لهذا كانت لها قداسة عند القبائل حتى إن قريشاً كانت تقول: لا تحضروا سوق عكاظ ومجنة وذي المجاز إلا محرمين بالحج
وكما هو معلوم بان عمان منذ القدم لم تكن بعيدة عن هذه الاسواق وهذا المجال حيث يوجد في سلطنة عمان العديد من الأسواق الأثرية القديمة؛ مثل: سوق دبا وصحار ودما وأدم والشحر.. وغيرها من الأسواق العمانية التي تمثل أوجه النشاط التجاري والاجتماعي والثقافي الدال على عراقة التاريخ العماني الضارب في الجذور، وسوق الشحر أحد هذه الأسواق المشهورة عند العرب قبل الإسلام وأبرزها منذ القدم
كل هذا كان رصيدا لأبناء عمان قاطبة ولشمال الشرقية بشكل خاص فهي من يشد اليها الرحال وتسكن اليها القلوب وتتهاوى اليها الافئدة لما تحويه من نفائس ودرر ومكنونات خلدها التاريخ العماني فاشتهرت المحافظة بولاياتها ( سناو والمضيبي وابراء والقابل وبدية ووادي بني خالد ووادي دما والطائيين ) بعلمائها ومشايخها وادبائها بحيث لا تخلو قرية الا اشتهر منها عالما او كاتبا او اديبا او شاعرا فهي سوق ادبي كتبت ايامه وأحداثه بمداد ذهبي اشرق على عمان قاطبة ، وها هي الايام تمضي وتنقضي بعد مشاركتها في معرض مسقط الدولي للكتاب لعام ٢٠٢٥م كضيف شرف تشرف ابناء المحافظة بتقديم كل النفائس والدرر التي انتجتها الاجيال وفي كل المجالات العلمية والادبية والرياضية والسياحية والثقافية والتقنية حيث نُسجت الافكار بخيوط الحرير وبأنامل ذهبية تعودت على صياغة الافكار والاخبار وبكل الالوان والاحبار فخرجت من بين ايديهم لوحة ( بنورامية ) عجيبة ذات هيبة ووقار ينظر اليها الجميع بكل زهو وافتخار نُقشت [فسيفسائها ]من كل الاحجار والالي الثمينة وعُلقت على جبين الدهر لتكون شاهدة على هذا المعلم العظيم بتبرها وترابها وبارضها وسمائها وبمائها وصحرائها وجبالها ووديانها وسهولها وعيونها تسقى بدماء ابنائها جيل بعد جيل بعد ان ورثو مجدها كابر عن كابر فرفعت لهم الاعلام وتوجت اعمالهم في منصات التتويج
ستبقى كتبهم مفتوحة صفحاتها لان الحبر لم ينتهي ولم يجف وسيبقى سيالا الى الابد مادامت الشرقية حاضرة في صفحات عمان الماجدة وستبقى خيولها تصهل في ميادين السباق وستبقى ابلهم ونوقهم بخوارها وعزتها اصيلة ماجدة تحمل على هودجها كل غالي ونفيس تمد الشرق والغرب بتاريخها المجيد وستبقى افلاجها تروي النخيل الباسقات لتكون رمز لعلو اصحابها وابنائها وستبقى حصونها وقلاعها وابراجها وحاراتها عنوانا لماضيها التي تستمد منه تاريخها الباذخ المجيد وستبقى يدها مبسوطة بكرمها وعلمها وثرائها لا تكف عن الكتابة ولن تُغل في فعل الخير والعطاء المتدفق
سعدنا خلال العشر الايام بملحمة ثقافية قاد زمامها ابناء المحافظة وبأشراف مباشر من سعادة محافظ شمال الشرقية فبرزت من خلالها الطاقات وبرزت صنوف الكتابات وتلاقحت الافكار والمسارات وانصهرت من خلالها كل الخلافات لتكون شمال الشرقية هي الام الرؤوم التي التف حولها ابنائها وفاء وبرا ومعروفا فحق لها بِرْ ابنائها فهي ربتم على الكرم والعطاء المتجدد
حفظ الله عمان وسلطانها وشعبها الابي وحفظ الله شمال الشرقية بكل اطيافها بشيبها وشبابها صغارها وكبارها ذكورها واناثها
وان كان معرض الكتاب قفلت صفحاته فشمال الشرقية تفتح صفحاتها مجددة العطاء والعمل .

زر الذهاب إلى الأعلى