74 بالمائة من مؤشرات رؤية “عُمان 2040” تُحرز تقدمًا نحو تحقيق مستهدفاتها الوطنية

مسقط في 27 أكتوبر /العُمانية/ أصدرت وحدة متابعة تنفيذ رؤية “عُمان 2040” التقرير الدوري الرابع للرؤية للعام 2024 – 2025، الذي كشف عن إحراز 74 بالمائة من مؤشرات الرؤية تقدمًا نحو تحقيق المستهدفات الوطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والتنموية.

ويستعرض التقرير أبرز الجهود والإنجازات التي تحققت في وحدات الجهاز الإداري للدولة خلال العام الماضي والنصف الأول من العام الجاري، بما يعكس تكامل العمل الوطني نحو تحقيق غايات الرؤية.

وأكد معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية “عُمان 2040” أن إصدار التقرير يأتي تجسيدًا لنهج الحكومة القائم على الشفافية والمشاركة المجتمعية، مشيرًا إلى أن التقرير يقدم قراءة تحليلية لأداء الأولويات الوطنية ومؤشراتها، بما يوضح مستوى التقدم الفعلي نحو تحقيق المستهدفات.

وقال معاليه إن ما تحقق من إنجازات خلال السنوات الماضية يجسد التزام جميع الجهات الحكومية والقطاعات الوطنية بمسؤولياتها، ويؤكد نجاح نهج العمل التكاملي الذي تتبناه الرؤية لتعزيز جاهزية سلطنة عُمان لمواكبة المتغيرات العالمية، موضحًا أن هذه المتغيرات تتطلب إدارة مرنة وكفاءة عالية في تنفيذ الخطط التنموية.

وأشاد معاليه بتطور القدرات المؤسسية للجهات الحكومية من خلال تنفيذ برامج ومبادرات وطنية واستراتيجية، مثمنًا جهود فرق دعم الأولويات الوطنية والتخصصية التي أسهمت في تحقيق التقدم الملموس في مختلف القطاعات.

محور الإنسان والمجتمع: جودة التعليم والصحة وتمكين المواطن

أبرز التقرير ما تحقق في محور الإنسان والمجتمع الذي يشمل التعليم والصحة والرفاه الاجتماعي والمواطنة والثقافة، مؤكدًا أن هذه الركائز تمثل أساس جودة الحياة وتمكين المواطن.

ففي قطاع التعليم، شهدت المنظومة التربوية تحديثًا للمناهج عبر تطبيق السلاسل العالمية في العلوم واللغة الإنجليزية وتقنية المعلومات، إلى جانب تفعيل النظام الوطني لتقويم المدارس وتعزيز القراءة الرقمية، كما يجري تنفيذ إطار وطني شامل للتعليم المهني والتقني بالشراكة مع القطاع الخاص لتزويد الشباب بالمهارات المستقبلية.

وفي التعليم العالي، ارتقت جامعة السلطان قابوس إلى المرتبة 334 عالميًّا بعد أن كانت في المرتبة 362، كما دخلت ثلاث جامعات خاصة التصنيف العالمي لأول مرة، في حين شهدت سلطنة عُمان تقدمًا في مؤشر الابتكار العالمي بخمس مراتب لتصل إلى المرتبة 69، وارتفعت 60 مرتبة في براءات الاختراع لتبلغ المركز 38 عالميًّا.

كما تم اعتماد 475 مشروعًا بحثيًّا وتمويل 61 مشروعًا تطبيقيًّا بقيمة تجاوزت 2.5 مليون ريال عُماني، وتسجيل 128 براءة اختراع، واستقطاب أكثر من 3400 طالب دولي ضمن برنامج “ادرس في عُمان”.

أما في القطاع الصحي، فشهدت السلطنة تحسينًا ملحوظًا في جودة الخدمات عبر إصدار قانون الصحة العامة وافتتاح 10 مؤسسات صحية جديدة وتطوير 21 أخرى، إلى جانب تدشين المدينة الطبية الجامعية ومستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية، وتنفيذ أول عملية زراعة قلب من متوفّى دماغيًّا.

وفي مجال الحماية الاجتماعية والرفاه، تم توسيع شبكة الأمان الاجتماعي عبر إطلاق برنامج “إسكان” الذي موّل أكثر من 61 ألف أسرة، وتخصيص أكثر من 200 وحدة سكنية جديدة، مع صرف معاشات إضافية لأكثر من 76 ألف مستحق، وإطلاق برامج تمكين الشباب، ما ساعد سلطنة عُمان على التقدم 9 مراتب عالميًّا في مؤشر التقدم الاجتماعي.

وفي المواطنة والهوية الوطنية، تم تدشين مجمع عُمان الثقافي والموسوعة العُمانية للناشئة، وإدراج المخطوطة “النونية الكبرى” ضمن برنامج ذاكرة العالم لليونسكو، إلى جانب تسجيل 17 عنصرًا ثقافيًّا في قائمة التراث غير المادي باليونسكو حتى مايو 2025م، ما يعزز الحضور الثقافي العُماني عالميًّا.

محور الاقتصاد والتنمية: نمو مستدام واستثمارات متصاعدة

شهد الاقتصاد العُماني خلال عام 2024 ارتفاعًا في مساهمة القطاعات غير النفطية إلى 72.8 بالمائة من الناتج المحلي، مقابل 30.9 بالمائة للقطاعات النفطية. كما حقق الحساب الجاري فائضًا بنسبة 1.83 بالمائة للسنة الثالثة على التوالي، بينما انخفض الدين العام إلى 14.4 مليار ريال عُماني (35.5 بالمائة من الناتج المحلي).

وارتفعت نسبة استثمار القطاع الخاص إلى 17 بالمائة من الناتج المحلي، وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة 30.1 مليار ريال عُماني بزيادة 18 بالمائة، متجاوزة المستهدف السنوي للرؤية.

كما تم إطلاق صندوق “عُمان المستقبل” برأسمال ملياري ريال لتمويل المشروعات الواعدة في الاقتصاد الحديث، وتطوير أكثر من 25 مبادرة اقتصادية تشمل تصنيع ألواح الطاقة الشمسية واستغلال مخلفات التعدين، وتعزيز بيئة الاستثمار من خلال إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة وإنشاء فريق التفاوض الوطني.

وفي التحول العمراني، تم تنفيذ قانون التخطيط العمراني وإطلاق نظام المرصد الحضري وتوسعة الطرق الاستراتيجية، إلى جانب تعزيز المشاركة المجتمعية عبر مبادرة “كل عُمان” التي استفاد منها أكثر من 4185 شخصًا.

محور البيئة والتنمية المستدامة: نحو الحياد الصفري

شهدت سلطنة عُمان تقدمًا ملموسًا في مؤشرات الاستدامة، مع إنشاء مركز عُمان للحياد الصفري وزراعة أكثر من 3.3 مليون شجرة، ورفع نسبة إعادة التدوير إلى 38 بالمائة.
ودشّنت السلطنة مشروع تحويل النفايات إلى طاقة في مردم بركاء بطاقة معالجة 4500 طن يوميًّا، وإنشاء 50 محطة لرصد جودة الهواء، إضافة إلى تعزيز الاقتصاد الدائري عبر منصة تداول النفايات و86 موقعًا لإعادة تدوير مخلفات البناء.

وفي الأمن الغذائي والمائي، تم تحديد 25 سلعة ضمن السلة الغذائية الوطنية، وتنفيذ 37 مشروعًا للاستزراع السمكي باستثمارات تجاوزت 278 مليون ريال، وإنشاء 48 مخزنًا استراتيجيًّا ومشروع صوامع الغلال في ميناء صحار.

كما بلغت استثمارات الطاقة النظيفة نحو 533 مليون ريال عُماني، وشملت مشروعات أمين وعبري 2 ومنح 1 و2، مع توقيع اتفاقيات للهيدروجين الأخضر بمحافظة ظفار.

وتقدمت سلطنة عُمان 94 مرتبة عالميًّا في مؤشر الأداء البيئي لتأتي في المركز 55 عالميًّا والثاني عربيًّا، ما يعكس التزامها بالاستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية.

محور الحوكمة والأداء المؤسسي: كفاءة وشفافية

عزّزت سلطنة عُمان مكانتها في مؤشرات الحوكمة، حيث تقدمت 20 مرتبة في مؤشر مدركات الفساد لتصل إلى المرتبة 50 عالميًّا، كما ارتقت 9 مراتب في مؤشر الحكومة الإلكترونية لتصل إلى المركز 41.

وشهدت الأعوام 2024-2025 إنشاء 63 مكتبًا لمتابعة تنفيذ الرؤية في مختلف الجهات الحكومية، وتطوير 267 خدمة حكومية تلقائية، إلى جانب تفعيل جلسات التقاضي المرئي، وإنشاء مكتبة قضائية رقمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وإطلاق منصة “تجاوب” لتعزيز تواصل الحكومة مع المجتمع.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن ما تحقق حتى الآن يمثل مرحلة مهمة في مسار تنفيذ رؤية “عُمان 2040″، التي تواصل المضي بثبات نحو تحقيق غاياتها الوطنية، بفضل الشراكة الفاعلة بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، وبما يعزز مكانة سلطنة عُمان كدولة عصرية مزدهرة ومستدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى