بالفيديو : من هو القاضي والفقهية الشيخ ناصر بن ابي نبهان بن جاعد الخروصي

زنجبار – الواحة
تقرير | زاهر بن حارث المحروقي
يواصل زاهر بن حارث المحروقي تسليط الضوء على أعلام الفكر والعلم في عُمان، مستعرضًا سيرة العلّامة القاضي والفقيه والشاعر الشيخ ناصر بن أبي نبهان جاعد بن خميس الخروصي، أحد أبرز علماء القرن الثالث عشر الهجري.

وُلد الشيخ ناصر عام 1192هـ/1778م في بلدة العلياء بوادي بني خروص، ونشأ في بيت علم وفضل، وتتلمذ على يد والده الشيخ أبي نبهان الخروصي، قبل أن يبرز اسمه في ميادين الفقه والعقيدة وأصول الدين واللغة والأدب. وقد عُرف بسعة علمه وعمق فكره، وتعرّض خلال حياته لشدائد ومحن، صبر عليها حتى تقلّد مكانة علمية رفيعة، وأصبح قاضيًا ومفتيًا مقرّبًا من السلطان سعيد بن سلطان، ورافقه إلى زنجبار حيث أقام في ميتوني، وتوفي هناك عام 1263هـ/1847م.
ويُعدّ الشيخ ناصر بن أبي نبهان من أكثر علماء عُمان إنتاجًا وتأثيرًا في عصره، إذ خلّف منجزًا علميًّا موسوعيًّا متنوعًا تجاوز الثلاثين مؤلفًا ورسالة، شملت الفقه وأصول الدين والعقيدة والتفسير واللغة والبلاغة والسلوك والتصوف، إضافة إلى الطب الشعبي. وتبرز موسوعته الكبرى «العلم المبين وحق اليقين» كأحد أهم الأعمال العلمية الجامعة في المدرسة الإباضية، لما احتوته من تحقيق وتأصيل ومقارنة رصينة للمسائل الخلافية والمذاهب الإسلامية.
كما كان له إسهام واضح في الشرح والنظم اللغوي، والردود العقدية، وترك ديوانًا شعريًا زاخرًا بالحكمة والتجربة الروحية، وقد حظي بتقدير واسع من علماء عصره، وفي مقدمتهم المؤرخ والشاعر ابن رزيق الذي أفرد له مدائح وقصائد خاصة. ولا تزال مؤلفات الشيخ ناصر ومخطوطاته محفوظة في عدد من المكتبات العُمانية والعربية، شاهدة على عمق أثره العلمي وامتداد حضوره الفكري داخل عُمان وخارجها





