جئتم من الشتات وستعودون إليه

أحمد أنور
كاتب وصحفي مصري

لن أقول أين أنت يا صلاح الدين فزمن عودتك لم يحن بعد ولن أقول أين أنت يا صدام فقد قتلت غدرا
ولكن هيهات لكم الإطمئنان فمن قلب هذه الإمة سيخرج صلاح الدين آخر وصدام آخر وعبد الناصر جديد
فهذه الإمة تفضل الموت في سبيل الله وفي سبيل الحق علي الدنيا الظالمة الزائلة
فوق أرض ليست لهم اغتصبت بالاحتلال تصوروا أنهم دولة ولن يكونوا فما هي الدولة التي تعتدي علي حرمة الموت حين داسوا نعش شيرين أبو عاقلة وما هي الدولة التي تستخدم أحدث أسلحة الحرب والدمار ضد شعب محتل أعزل يدافع عن وجوده بسلاح محلي لا يسمن ولا يغني من جوع شعب يدافع عن أرضه ومقدساته بما يتوفر له حتي وإن كانت أحجار ومقالع وصواريخ بمب.
وأنت أيها العالم الظالم الذي هرعت لنصرة أوكرانيا بالسلاح والأموال والتدريب والعون الاستخباراتي هل هذا بدافع الانسانية كذب أشر إنما هي المصالح التي تحركك وإلا فكيف لم تهتز إنسانية العالم لما يعانيه ويقاسيه الفلسطينيون الذين شردوا خارج وطنهم ومن بقي يلقى العنت والذل والهوان علي أيدي من؟ علي أيدي من يقولون أنهم ضحايا محرقة هتلر وأنهم ذاقوا مر التيه والتشرد في العالم فهل ما تفعلونه يؤكد انكم بالفعل حرقتم وعذبتم والله لوتعلمون عذاب التحريق والتجويع والتهجير ما مارستوه علي بشر عزل فوق ارضهم وجئتم تقولون لهم ليست ارضكم
انظروا حين كنتم تعيشون في حارات مغلقة عليكم يتجنبكم الناس كنتم تعيشون في بلاد العرب معززين مكرمين كاهلها فقد عشتم في مصر كمصريين لكم حقوق المواطنة تعملوا وتتزوجوا وتنسلوا وتستثمروا بل وصل من كان منكم ان اصبحوا باشوات واصحاب اموال وتبؤاتم مناصب وكان اسم نتنياهو ينادي في الحارة المصرية مع اسم محمد وجرجس
تمارسون حياة طبيعية لا تفرقة ولا عنف
انظروا الان حين اصبح لكم كيان ليس شرعيا تدعون انه دولة فماذا تفعلون باهله تريدون هدم مقدسات لها مئات السنين تنسفون البيوت الفقيرة علي النساء والاطفال
تقولون انكم نسل يعقوب وليس هذا صحيحا حتي وان كان هذا فقد حرمكم الله من وعده بالارض حين عصيتم وتكبرتم وهل تنسون ما فعل اسلافكم من قتل للانبياء ومخالفة تعاليم واوامر السماء
في ظل هذه الهمجية لن تكونوا دولة وصدقوني حتما ستعودون للشتات الذي جئتم منه

زر الذهاب إلى الأعلى